حتى هذه اللحظة التي أكتب بها المقال، ما زالت الكويت تستخدم بروتوكولا معينا لعلاج مرضى فيروس كورونا، عقار «ديكساميثازون» والعلاج الياباني الجديد «افيجان» الذي يحد من تكاثر الفيروس داخل الجسم، وهذا نتائجه إيجابية بالميدان، بالإضافة إلى بلازما دم شخص قد تعافى من الإصابة بالفيروس وتشكلت في دمه الأجسام المضادة، هذا إلى حدّ علمي وعذرا من المختصين، أما علاج «الهيروكوين» وهو مضاد الملاريا فتم استبعاده كخيار أولي والإبقاء عليه كخيار ثانٍ عند الضرورة، وبقي العالم يسابق الزمن لعلاج ناجح يعطي المناعة الضرورية للأفراد.
حمى التسابق في إنتاج مصل أو لقاح لـ «كوررنا» بدأت منذ أشهر، أولا مع اكسفورد التي أعلنت أنها في القريب العاجل ستتوصل إلى لقاح أوائل السنة القادمة، وبعدها أعلنت «فايزر»، شركة الأدوية الشهيرة، عن الخطوات الأخيرة من إنتاج لقاح سيكون في الأسواق قبل نهاية هذا العالم، ثم جاءت الأخبار من روسيا هذه المرة وأعلنت أنها بدأت في تطبيق المرحلة الثالثة من لقاح «كورونا» الخاص بها، وعلى حسب قوانين منظمة الصحة العالمية المرحلة الثالثة تعني تطعيم لا يقل عن 40 ألفا من المواطنين أو المتطوعين لإثبات نجاح المصل في تكوين المناعة المطلوبة وأنه من دون أي أعراض جانبية خطيرة، وحتى هذه اللحظة الأولوية لمنتسبي الخطوط الأولى من الأطباء والممرضين والعاملين في الأطقم الطبية في موسكو العاصمة والمدن الرئيسية.
المفاجأة الأخيرة كانت من الإمارات، التي أعلنت أنها تبنت إنتاج الشركة الصينية «سينوفارم» لإنتاج اللقاح وجرى تطبيقه بالفعل، وأعلن وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد أنه كان من أوائل المتلقين للتطعيم عبر حسابه في تويتر. تحية خاصة للوزير الإماراتي الفذ على هذه الخطوة الشجاعة وغير المسبوقة، وأعلنت الحكومة الإماراتية أن أول المتلقين للتطعيم سيكون العاملون في الخطوط الأمامية والجسد الطبي.
كل هذه الأخبار الإيجابية تدفعنا للتفاؤل نحو إيجاد حل جذري لهذا الفيروس الذي جاءنا على حين غرة، وبإذن الله سيكون حاله كحال التطعيم الموسمي لإنفلونزا الشتاء كل سنة، بإذن واحد أحد، تبقى الجدلية الأخلاقية كالعادة، هل يُفرض اللقاح فرضاً؟ أو يكون خياراً للأفراد؟ الجواب عند اختصاصي وزارة الصحة، ومنكم نستفيد.