لا يستطيع أحد أن يكتسب الوعي السياسي بدون الممارسة اليومية التي تشكل وتبني وعي الناخبين، وهذا الوعي يتطور تدريجيا مع تطور الزمن والممارسة، ولكن السلطة وفي فترة من الفترات تتخذ بعض القرارات التي تعتقد أنها في صالحها خاصة فيما يتعارض مع رغبات الشعوب وتطلعهم للحرية والقضاء على أشكال الفساد المختلفة... فيأتي الأمر على عكس ما تريد، ويكون ذلك اختصارا للمسافات ولسنين طويلة والذي سيزيد من وعي الناخبين وهو كما هو حاصل اليوم، فتجد حديث الناخبين الشباب عن أمور لم تكن تحدث لو أن السلطة مارست دورها بشكل طبيعي دون تدخل ضد إرادة الشعب.
المغالبة السياسية التي مارستها كتلة الأغلبية لاشك ان كان لها دور كبير أيضا في زيادة وعي الناخبين بمختلف أجناسهم وأعمارهم، وإن كان هناك تحفظ على بعض ممارسة أعضائها ولكن في المجمل كان الأداء جيدا خاصة لو نظرنا إلى حجم ونوعية القوانين التي تم إنجازها والتي تحسب لصالحهم ولصالح البلد عموما، وهناك العديد من القوانين التي لا تزال موجودة في أدراج اللجان البرلمانية والتي لم تر النور بسبب ابطال عضوية أعضاء مجلس الأمة 2012.
على الناخبين اليوم أن يكونوا على مستوى الأحداث الجارية، ويجب أن نتسامى عن مصالحنا الشخصية وجراحنا لصالح الوطن، وألا نغتر بالأسماء والمسميات ولا بالشهادات البائسة التي لا تتحدث وتضع يدها على الجرح لأنها مستفيدة وبطرق كثيرة وملتوية من الواقع الحالي.
أكاد أجزم بعد كل هذه الأحداث بأن كتلة الأكثرية كانت صادقة في خطواتها الإصلاحية، وهذا كان واضحا خلال الفترة الماضية، وجهودهم وسهرهم الليالي كان بينا وواضحا، بل حتى عقد لجان المجلس في أيام العطل للإنجاز وسرعة العمل، ولو أعطيت الفرصة لهم أكثر لأبدعوا بالقوانين المختلفة والتي تمثل جسد ومفاصل الحياة السياسية بالكويت.
كان الله في عون كتلة الأغلبية على الأيام المقبلة والتي ستكون صعبة عليهم بسبب جسامة التحديات التي أمامهم.
akandary@