كالعادة من كل يوم في الصباح اتأكد وانظر الى «الفيس بوك» ولمدة 15 دقيقة، لأرى هل من جديد على هذه الشبكة الضخمة وهل هناك تعليق جديد، وجدت صورة الشيخ الفاضل علي الطنطاوي، رحمه الله تعالى، فعلى الفور اعجبت به لتخرج كلمة انت معجب بعلي الطنطاوي، فأرسلت لي رسالة من خلال موقعه، احببت ان انقلها لانها اعجبتني كثيرا، يقول الشيخ: قابلت صديقا لي فوجدته ضيق الصدر كأن به علة في جسده او هما في قلبه فسألته ان يكشف لي امره قتأبى ساعة وتردد ثم قال لي انت الصديق لا يكتم عنه واني مطلعك على سري ومستشيرك فيه اني اريد الزواج.
قالت: وما فعلت ربة دارك وام اولادك؟
قال: هي على حالها.
قالت: وهل انكرت شيئا من خلقها او من دينها او من طاعتها لك وميلها اليك؟
قال: لا والله.
قالت: فلم اذن؟
قال: اني رجل احب العصمة واكره الفجور وقد الفت زوجتي حتى ما اجد فيها ما يقنع نفسي بأن تميل الى غيرها وبصري عن ان يشرد الى سواها واطلت عشرتها حتى مللتها وذهبت في عيني فتنتها.
قلت: ما اقبح والله ماجزيتها بها عن صحبتها واخلاصها وما اعجب امرك تسمع صوت النفس وانت تظنه صوت العقل وتتبع طريق الهوى وانت تحسبه سبيل الصلاح وهذا تلبيس ابليس او من وساوسه.
وهل تحسب ان المرأة الجديدة تقنعك وتغنيك ان انت لم تقهر نفسك وتزجرها؟ ان الجديدة تمر عليها الايام فتصير قديمة وتطول إلفتها فتصير مملولة وتستقري جمالها فلا تجد فيها جمالا فتطلب ثالثة والثالثة تجر الى الرابعة، ولو انك تزوجت مائة ولو انك قضيت العمر في زواج لوجدت نفسك تطلب امرأة اخرى.
وهل يمضي زوج عمره في تقبيل وعناق؟ ان لذلك لحظات؟ وباقي العمر تعاون على الحياة وتبادل في الرأي وسعي للطعام واللباس وتربية للولد، واسترجاع الماضي واعداد للمستقبل.
وهل تظنك تسعد بين زوجتين وتعرف ان جمعتهما ما طعم الراحة؟ وهل تحب ان ولدك يبقى معك وقد عاديت امه وصادقت غريبة جئت بها تشاركها مالها ودارها وزوجها؟ فهل يرضيك ان تثير في اسرتك حربا تكون انت اول ضحاياها كلا يا صاحبي لقد تغير الزمان وحكم الله في التعدد باق ابدا ولكنه مباح؟ ليس واجبا او مندوبا، فعليك بزوجك عد اليها وانظر اخلاصها لا تنظر الى وجهها ولا الى جسمها فإني قرأت كتبا في تعريف الجمال كثيرة فلم اجد اصدق من تعريف طاغور «إن الجمال هو الاخلاص» ولو ان ملكة الجمال خانتك وغدرت بك لرأيتها قبيحة في عينك ولو اخلصت لك زوجة قبيحة لرأيتها ملكة الجمال.
وثق ان ما حدثتني به سيبقى سرا بيننا ولا افشيه ابدا ولا اطلع عليه احدا.
وهل سمعت اديبا «افشى» سرا؟
ايها الازواج عليكم بفن التسامح والاحترام المتبادل وغيرها من الفضائل والخلال الحميدة، كما ان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة، حيث كان خلقه صلى الله عليه وسلم عظيما اذا دخل الى بيته، كان خير الازواج، صلوات الله وسلامه عليه، كان اذا دخل الى بيته ملك قلوب ازواجه بالعطف والاحسان وبالرحمة والحنان.
ما عاب طعاما وضع بين يديه قط، يكرم ولا يهين، يعز ولا يذل، كانت زوجه اذا جاءت بالشراب اقسم عليها ان تشرب قبل ان يشرب، فاذا شربت من الاناء وضع فمه حيث وضعت فمها، وما احلمه وما ارحمه صلى الله عليه وسلم.
[email protected]