لا يبدو من الأعداد أن الأنشطة التي أغلقتها الحكومة كانت السبب المهم في تزايد أعداد المصابين بـ «كورونا»! وخاصة تلك التي تحافظ على الإجراءات الصحية. بالعكس، فإن ذلك أوجد أنشطة من الصعب رصدها ومراقبتها ومنعها، كالتجمعات النهارية نتيجة الفراغ الذي كان يستهلك عبر نوادي التدريبات الرياضية المفيدة لتقوية المناعة، وزيارة الحلاقين والعاملات بالصالونات النسائية إلى البيوت، وجلسات تدخين الشيشة وتناول القهوة في السراديب... الخ، بالإضافة إلى ما نتج عن ذلك من مشاكل أسرية ومالية، وقضايا الإيجار والمؤجرين وتزايد البطالة العمالية، بالإضافة إلى ما ستتكبده ميزانية الدولة لتعويض أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي قدرت بنحو 500 مليون، كان بالإمكان توظيفها في مشاريع تنموية أو إصلاح مرافق خدمية متهالكة.
أرى من الأفضل إن كانت الحكومة مصرة على اتخاذ إجراءات صارمة، أن تفتح هذه الأنشطة، لكنها تشترط على أصحابها عدم استقبال أي شخص لا يحمل شهادة تطعيم لقاح ضد «كورونا»، بالإضافة إلى الحظر المسائي المؤقت للحد من جائحة «كورونا»، ولمزيد من الصحة النفسية وهو أمر ينسجم مع الفطرة التي خلقها الله تعالى «وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا».
يقول الإمام علي زين العابدين عليه السلام في دعاء الصباح والمساء «.. فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب، ونهضات النصب، وجعله لباسا ليلبسوا من راحته ومنامه، فيكون ذلك جماما وقوة، ولينالوا به لذة وشهوة. وخلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله، وليتسببوا إلى رزقه، ويسرحوا في أرضه، طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم، ودرك الآجل في أخراهم. بكل ذلك يصلح شأنهم...».
[email protected]