مع استحداث الحكومة الكويتية الجديدة التي تستهدف خدمة الوطن والمواطنين والمقيمين في احتياجاتهم، فإن ثمة احتياجا ملحا ومتفشيا، يتعلق بفقدان الشعور بالبهجة والطمأنينة لأسباب داخلية تتعلق بالاحتقان والتصادم بين الحكومة ومجلس الأمة وانعكاسه على تردي الخدمات، وتزايد الفساد الإداري والمالي، واضطراب قرارات غلق أماكن الترفيه والرياضة والسفر والسياحة، والتراخي في معالجة المشاكل المزمنة، والتهديد بوقف الرواتب، وتزايد حالات الانتحار بين «البدون»... الخ.
خارجياً، فإن الوضع الإقليمي «متكهرب» بالتوترات الخطيرة الطاغية على التنمية القومية، والسلام في منطقتنا الخليجية بالخصوص، ما زاد القلق على مستقبل البلاد وأجيالها القادمة. لذا نحتاج إلى وزارة مهمتها التخفيف من حدة هذه المشاعر السلبية، ومعالجة أسبابها!
***
يعيش لبنان واللبنانيون الأشقاء أزمة سياسية خانقة، ومعيشية تصل إلى شبه المجاعة، وتردي الخدمات، وتفشي «كورونا».
ولبنان له المكانة المميزة في قلوب الخليجيين وخاصة الكويتيين، حيث كان ولا يزال الجهة السياحية المفضلة، وهو مصدر رئيسي للغذاء المستورد، والجالية اللبنانية عندنا معروفة بنزاهتها وأمانتها وأعمالها الأنيقة ومطاعمها الشهية! وفوق وقبل كل ذلك، فإن لبنان أول بلد أعلن وقوفه مع الكويت ضد الغزو الصدامي.
من الصعب التخلي عن هؤلاء الأشقاء في هذا الوقت العصيب والعسير، خاصة بعد تدني سعر الليرة إلى مستويات قياسية، فمن المؤكد أن الكويت والأشقاء الخليجيين عموما لم يقصروا في دعم لبنان، لكن من المهم الاستمرار في هذا الدعم، لأن أسباب أزمته مستمرة ثمناً لمقاومته الإسلامية المستمرة ضد العدو الإسرائيلي، فلبنان تاج الأمة في الانتصار المظفر عليهم عام 2006.
[email protected]