رغم مرور أكثر من 1400 سنة على الدعوة الإسلامية التي ترتقي بالمرأة كقيمة إنسانية عظيمة ما زال موضوع المرأة يمثل هاجسا مقلقا في العالم.
وتوجد قلة من النساء المسلمات اللواتي انبهرن بالحداثة الغربية، ودخلن دائرة الإلحاد! وقدن حملة شعواء ظالمة ضد أحكام الشريعة الإسلامية، ووصلت بهن الجرأة والجسارة إلى الاستهزاء بالآيات القرآنية الكريمة، جهلا باعتقاد أن الدين الإسلامي «الذكوري» قد ظلم المرأة واستباح حقوقها الآدمية.
لكن محرك البحث يكشف عن فضائح الغربيين المخجلة مع النساء، وفضائع اضطهادها، والتعامل معها كسلعة متاع رخيصة، وما زالت الأخبار تتواصل حاليا عن قضية تعرض 250 فتاة من فريق الجمباز الأميركي لاعتداءات من قبل طبيب الفريق!
بينما في واقع الأمر فإن الإسلام قد أحاط المرأة بهالة من الاحترام والتقدير، فمنع الرجل بلا عقد أو مسوغ شرعي أن يلمس بدنها، أو ينظر إليها بريبة، أو يسمع صوتها بتغنج، بل حتى يكره له أن يجلس مكانها فور قيامها! وحتى التخيل غير المحتشم لها.
وأما الحقوق المدنية والمالية فهما متساويان في محصلة التحصيل والصرف في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، وإن بدا انهما غير متشابهين.
والطلاق الذي يمثل هاجسا مقلقا للمرأة أمام تعسف بعض الرجال، فلها أن تشترط في عقد الزواج أن تكون العصمة بيدها، ولها أن تشترط عدم الزواج من امرأة أخرى، إلا بعد إذنها، وكذلك تقاسم الأموال مناصفة إذا رغب الزوج في الطلاق.
وللمرأة شرط الحق في طلاق نفسها إذا صار الزوج مثلا مدمنا للمخدرات والمفاسد ونحو ذلك، وشروط أخرى مفصلة في الفقه.
وكلها أحكام متسقة مع إبداع نظم الكون، لأن الخالق هو الواحد الأحد سبحانه.
لكن ماذا يمكن فعله أمام جهل هؤلاء الملحدات بأحكام العلاقة الشرعية المتوازنة بين الرجل والمرأة؟
والتراث الإسلامي مليء بأمثلة راقية ونماذج سامية، تتصدرها سيدة نساء العالمين، سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام. والقراءة في سيرتها توضح أبعاد هذا اللقب السامي الذي أسبغه عليها أبوها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن للأسف قل من يتحدث عن سيرتها تفصيلا، والاكتفاء بترديد الحديث المروي عن المرأة المخزومية السارقة «...وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»! حاشاها وجل قدرها وعظمت منزلتها.
[email protected]