رغم مكانتها وقيمتها العالية في السُنة النبوية الشريفة - طبقا للمصادر لجميع المسلمين - حيث كان أبوها (صلى الله عليه وسلم) يعلن للملأ وفي كل مناسبة مكانتها العالية في العقيدة الإسلامية، ابتداء من انعقاد نطفتها من ثمار الجنة، وأن تسميتها بفاطمة كان بأن الله تعالى فطمها وولدها ومحبيها عن النار، وأن أم المؤمنين عائشة زوجة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانت تشبهها في حركاتها وسكناتها وكلامها بأبيها (صلى الله عليه وسلم)، وكان يغدق عليها بالحب والحنان، ويقبلها ويجلسها مجلسه، بمثل ما تبادله هي من عواطف وحنان.
وكانت تتألم وتبكي لما تراه من مظاهر الإيذاء الذي لحق بالرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة الإسلامية، تنظف الأوساخ من بدنه الطاهر، وتضمد جروحه، وترفع إليه كسرة الخبز ليسد رمقه في ميدان الجهاد، حتى أسماها «أم أبيها».
وكانت - وما زالت- قدوة للرجال والنساء في رعاية بيت الزوجية وتربية أولادها، وفي الاهتمام بالشأن العام توعية ومشاركة في تنبيه الأمة والدفاع عن الإسلام، حتى صار غضب أبيها صلى الله عليه وسلم من غضبها، وأذيتها من أذيته، ويسره ما يسرها، حتى أعلنها صراحة «فاطمة بضعة مني»!
(ذكرى وفاتها عليها السلام).
[email protected]