أعتقد من السهولة إعداد استجواب لأي وزير كان، وأنت مغمض تكمش مجموعة من البلاوي المتفشية في البلاد، لتنسج منها محاور استجواب، بسبب الإهمال والتسيب المالي، وضعف الجودة في الأداء الإداري الحكومي بصورة عامة.
وغالبا الذي يحدده هي علاقة الوزير مع النائب، بمدى تجاوبه مع مطامح النائب الانتخابية، ورضا تكتله أو اتجاهه السياسي داخل مجلس الأمة وخارجه!
ولذلك نجد النزعة الشخصانية طاغية على مثل هذه الاستجوابات، واستجواب وزير الدفاع الأخير نموذج لها ـ لسنا بمعرض الدفاع عن الوزير، ولا في موقف الاعتراض على النائب المستجوب ـ ولكن ما علاقة محاوره بنبش طموح الوزير لمنصب رئاسة الوزراء، وفي المشيخة و«منو قاص عليك» والتطنز بوقف دبابتين عند باب بيته، ويخيره بين التجريح أو قعدة البيت، و«أنت شايف نفسك...» وكلها تأتي بنبرة صراخ عال ونظرات حادة، وحاجب مقطب! يوصف دائما بـ «قدر الألم»!
الاستجواب المستحق لا يحتاج إلى استخدام لغة الاستهزاء الشخصي، واللجوء إلى الصدمة النفسية لكسر حماس الخصم.
المآرب الأخرى المستترة لمثل هذه الاستجوابات تشوه الديموقراطية، وتلغي الإصلاح الجاد لأنه بالإمكان إرضاء النائب ليغض النظر، وهو عامل طارد للعناصر ذات الكفاءة لتولي المناصب الوزارية.
***
إذا صح نبأ تقديم وزير التربية د.علي المضف استقالته بسبب موقف النائبين مهلهل المضف وعبدالله المضف، فذلك يدل على طغيان التمثيل العائلي، على الوصف الدستوري للنائب كونه يمثل الأمة بأسرها وليس فئته الاجتماعية!
***
كلام النائب سيد عدنان عبدالصمد (منشور في عدد أمس الأول بـ «الأنباء») في مجلس الأمة عن المظلومية الأزلية للبدون، واعتقال كبار السن من اللجنة الخيرية المجدد حبسهم عدة مرات رهن التحقيق، لأسباب تتعلق بالضغوط الأميركية على محور مقاومة التطبيع الإسرائيلي. كلام صريح وشجاع يستاهل القراءة والمتابعة بروح وطنية واعية وحرة.
[email protected]