قال بعض المواطنين في بيانهم المنشور أمس الأول، والذي عبروا فيه عن الألم الذي يعتري قلب كل مواطن غيور إزاء الأوضاع التي لا تسر: «... إن الإحباط طال كل فئات المجتمع في سابقة لم يشهدها الوطن من قبل.. ونأمل ألا تتبع هذه الصرخة صرخات أقوى وأكبر مبعثها شدة ما يعترينا من ألم وإحباط...»
للأسف هذا الإحباط واليأس، بسبب فقدان الأمل بالإصلاح يشمل اليوم العالم جميعا:
فالصراعات العالمية تهدد بإشعال حرب نووية، لا تبقي ولا تذر، وتقطع سبل التواصل بين الشعوب، وتبادل السلع، والإمداد الغذائي، وتعوق تدفق الوقود، لتلتهب الأسعار ارتفاعا جنونيا، فتهدد الإنسانية بالجوع وبتوقف النماء الحضاري، ويحل بدلا منها الدمار الشامل! والقتل والذبح يجري على الشبهة والمظنة، والفساد الأخلاقي انحدر إلى أسفل سافلين ليعطل نواميس الفطرة التي جبلت على الزوجية بين الذكر والأنثى، وتفنن اللصوص في سرقة الأموال العامة والخاصة جهارا ومكرا وخفية تحت أنظار القانون وأجهزة الرصد التكنولوجي... الخ.
حتى الطبيعة بالغت في غضبها، فضجت بكوارث الأرض والسماء، وعمت الأمراض المستعصية، وتفشى الوباء والجوائح التي كلما خبت نوعا منها ظهر متحور آخر!
ليقلق مضاجع الناس....!
ورغم ذلك فلدى كل إنسان أمل في داخله، بأنه من بعد ظلمة الليل سيأتي نور الفجر، ومن بعد الخوف من الفواجع والكروب، سيحل الأمن والسلام والوئام. ومثلما كان الجوع يدلل على ان هناك ما يسده ويشبعه، لكنه يحتاج إلى سعي وجهد وكد ليحصل على الثمرة ويعمل على تنميتها، كذلك فإن الإنسانية على موعد مع السلام العالمي الحقيقي، وتزدهر فيه الخيرات!
وقد نصت أدبيات جميع الأديان على حقيقة: ان رجلا سيخرج في آخر الزمان وله أنصاره المنتظرون، ليحقق حلم البشرية على الأرض قبل ختام الحياة الدنيا.
إن القناعة بهذا الأمل من شأنها أن تطرد اليأس والبؤس والقنوط، فيحل النشاط والحماس والحيوية، وتكثر الحركة من أجل التمهيد للإمام المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا. كما جاء في بشارة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأمته عن المهدي.
[email protected]