«وأنت الذي زدت في السوم على نفسك لعبادك تريد ربحهم في متاجرتهم لك».
صورة حسية أخرى ينقلها الإمـام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، نستلهم منها حركة سوق حراج «الوقت» الذي يضج بالباعة والمشترين والنصابين. تريد أن تبيع ساعات وأيام حياتك لمن يريد أن يقدم لك الثمن الأعلى وأمامك:
٭ النفس الأمارة بالسوء تمثل المشتري الشريطي الذي يغريك بأن تبيعه حياتك بأبخس ثمن مقابل وعود التمتع باللعب واللهو والملذات الحسية، فتلهث وراء سرابه ليلا ونهارا لا يتوقف إلا بالموت!
٭ الشيطان السمسار الذي يزين لك هذه الصفقة ويدفع بك لقبولها ويعدك بالخسران والحرمان والفقر إن رفضتها!
٭ المشترون الجادون الذين يتنافسون بمزايدة السوم لكسب الصفقة بالسعر المحدود! لكن من باب الرحمة يتدخل الله سبحانه يريد ربحك في المتاجرة معه بلا شريك (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم)، فيزيد في السوم لأبعد الحدود:
٭ يقول المولى عز وجل (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها).
٭ ربح 700 % على الأقل (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء).
ـ (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة).
وشهر رمضان نموذج للعمل المضاعف أجره:
٭ من تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور: يعني تعدل 6348 ختمة بعدد الآيات في القرآن الكريم!
يقول الإمام علي الهادي عليه السلام: «الدنيا سوق، ربح فيها قوم وخسر آخرون».
فانظر لمن تبيع وقتك!
[email protected]