طالما نبّه الكثيرون الى الفتنة الطائفية عندنا وحذروا من الامتدادات الإقليمية لهذا الشر الذي يحرق الجميع ولا يوجد فيه منتصر أبدا إلا الحقد الأعمى، والنماذج الكريهة ماثلة أمام الجميع، وكان على رأس هؤلاء المحذرين الناصحين – بحق - قيادتنا السياسية ممثلة بصاحب السمو الأمير حفظه الله تعالى.
وها نحن اليوم نعيش الفتنة ومحاذيرها والتي أشعلها معتوه، في ظروف نحن أحوج ما نكون إلى الوحدة والانسجام نحو قضايانا الأممية والوطنية ذات الأهمية البالغة على جيلنا والأجيال المقبلة. فماذا تنتظر الأجهزة الرسمية؟! هل تنتظر وقائع فظيعة حتى تستيقظ من غفلتها المميتة؟!
ان ضوء التحذير الأحمر قد أُضيء، وناقوس الخطر قد صدع الصم! لقد تم طرح نماذج لاحتواء أزمة الطائفية الدينية على المستويين القريب والبعيد، ولتعميق الوحدة الوطنية، والقضاء على مسببات تلك الطائفية، ونشر الوعي بما يحاك في الخفاء والعلن لتفتيتها والقضاء على التطاحن البغيض، إلى متى تكتفي هذه الأجهزة الرسمية بطرح الشعارات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن! ولا تتحرك بمنهجية مسؤولة تترجم دعوة صاحب السمو الأمير الى واقع ملموس؟!
توضيح الواضح: من الواضح في مثل هذه الأجواء الملبدة بالشكوك والريبة والفتن تراجع مستوى المنظور العلمي الراقي وسيادة الحماس والاستفزاز الطائفي ويصبح البعض لا يرى الا من خلال منظوره الخاص به، لقد فوجئنا بما فسره البعض باتهامنا المبطن لشرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (والعياذ بالله تعالى) من خلال الفقرة التي استعرناها من كتاب المرحوم السيد القزويني في مقالنا بالأمس (الاثنين 13/9/2010) لنؤكد مرة أخرى ان المقصود بكل وضوح هو ان اتهام زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يعد طعنا في شرف الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته، وهو ما حرمه القرآن الكريم، وقد نص على هذا الإفك المبين، ومن يقل بخلاف هذا الوارد من النص القرآني فهو ضال مضل خارج دائرة الايمان والاسلام، ومنهن (من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم) أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) التي كانت محل احترام وتكريم في جميع أدوار الخلفاء الأربعة (رضي الله عنهم) ومنهم الإمام علي عليه السلام رغم كل الخلافات التاريخية التي حصلت في عهده، ونحن ندين بشدة جميع الأقوال والأعمال الهوجاء السافلة من سب وشتم وغيره من اي كان من هؤلاء الذي يصنعون من أنفسهم أبطالا للفتن بين المسلمين، ونتمنى ان نقف جميعا صفا واحدا متراصا أقوياء، حتى لا تؤثر فينا بضع كلمات أو تصرفات رعناء من هؤلاء الصغار!
[email protected]