في خضم الخطب النارية والبيانات الثأرية والمهرجانات الاستنكارية، لم تسفر اي منها عن مشروع واقعي يلمس صميم الفتن الدينية بالمعالجة على المديين القريب والبعيد ويتصدى لما هو قادم «لا سمح الله تعالى» الا مشروعين كويتيين اصيلين نابعين من مجهودات شعبية هما:
ـ مشروع رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي بانشاء المجلس الاعلى الاسلامي من علماء ووجهاء السنة والشيعة يهدف الى تهدئة النفوس والاجواء عند ظهور الفتن والازمات بين المسلمين، وهو مقترح بحاجة الى دعم وتأييد اعلامي رسمي وشعبي حتى يرى النور، لاسيما ان هذا المشروع يقوده على الاقل اثنان من علماء الكويت المعروفين بالثقة الدينية وبالحس الوطني وهما سماحة الشيخ د.عجيل النشمي وسماحة الشيخ د.خالد المذكور حفظهما الله تعالى (انظر «الأنباء» 14/10/2010).
ـ مشروع جمعية الصحافيين في تنظيم رحلة دينية الى «مشهد» المقدسة، وهذه المدينة وان كانت ايرانية الا ان الطابع الديني هو الغالب عليها لما يشكل محل مرقد الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام معلما رئيسيا فيها، حيث تمت زيارته وملحقات الحرم الحضارية والتراثية ومن ضمنها مطبعة القرآن الكريم ومعايشة بعض التفاصيل الدينية هناك عن قرب، وعندما يضم وفد هذه الجمعية شرائح مختلفة من المجتمع الكويتي ومنها الشيعي والسني والسلفي والليبرالي والقبلي من الرجال والنساء مع فضائياتهم وصححفهم واقلامهم، فهذا من دون شك اذاب الشيء الكثير من جبل الوهم والعزلة بين الطرفين، وهذه جهود طيبة بدأت في وقت سابق لزيارة العتبات المقدسة بالنجف الاشرف وكربلاء المقدسة في العراق، وهي مبادرة تشكر عليها الجمعية وخصوصا المبادر النشط الاستاذ عدنان الراشد وزملاءه في مجلس الادارة (انظر «الأنباء» في تحقيقها المبهر عن مشهد 12/10/2010).
أقول نلمس هاتين المبادرتين، وحتى الآن لم نسمع عن مشروع للسلطة التشريعية (مجلس الامة) مبادرة ملموسة محسوسة غير الكلام والصراخ، وكذلك من مؤسسات السلطة التنفيذية (الحكومة) غير الشعارات المملة.
[email protected]