سبحان الله زرناه في مستشفى الأميري قبل أيام وكانت صحته مستقرة ويصافح ويرد التحية، ولكن شاء الله أن يتوفى في لندن. وما تدري نفس بأي أرض تموت رحم الله أبو عمار الحاج حسين بارون الذي يعد من رجال الحركة الإسلامية الكويتية الواعية التي انطلقت أواخر الستينيات وقد تحمل قيادة جمعية الثقافة الاجتماعية على مدى عمرها وحتى يوم تجميدها قبيل الغزو، وبالتعاون مع إخوانه في مجالس الإدارة ولجانها المتعاقبة، وتحمل كل تبعات الأحداث حينها وفي وجه المدفع، يوم اتهمت الجمعية باتهامات باطلة وظالمة، فلم تفرق بين أنشطتها الثقافية والاجتماعية والدينية والرياضية، وبين حق أعضائها في ممارسة العمل السياسي خارج نطاق الجمعية، حتى اطلق عليهم مسمى تيار الثقافية.
وكان بوعمار (حسين بارون) داعما للنشاطات والإبداعات ومدافعا شرسا عن الحركة الإسلامية وضد المناوئين منها، ولعل ما نراه اليوم في مؤسسي تيار التحالف الإسلامي الوطني وتجمع الميثاق الوطني إلا إخوانه وأبناؤه، فكان من الموجهين السياسيين والمربين الفضلاء لايزال كثير من الجيل الحالي من الرجال والنساء يدينون له بالفضل، لا يمل ولا يتحرج من ابداء النصيحة، ويجاهر بحرية رأيه كان يملأ وقته بالكامل بالعمل الجاد والمنتج، كانت سيارته مكتبه المتنقل يعشق المطالعة والقراءة الإسلامية والسياسية، ومتابعة الأخبار المحلية والإقليمية العالمية تمهيدا لعمل فكره التحليلي، وكان وقته الأفضل في ذلك وقت السحر. وفي النهار يستغرق وقته في الأعمال التي تعود بالنفع العام.وله الفخر ان يقدم أحد أولاده شهيدا في سبيل الله.
ومآثره كثيرة ويكفيه اسمه في سجل الصدقات الجارية. رحم الله بوعمار حسين بارون وأسكنه فسيح جناته مع من كان يحبهم ويتولاهم محمد وآله الطاهرين وصحابتهم الأخيار. إنا لله وإنا إليه راجعون. رحم الله من قرأ له الفاتحة ولأموات الجميع.
[email protected]