«خشونت وافرطي» هذه بالفارسي من كلمات عنوان مؤتمر «العالم في مواجهة العنف والتطرف» الذي عقد في طهران الثلاثاء الماضي واختتم يوم الأربعاء (10 الجاري) وقد حظينا بدعوة كريمة لحضوره بصحبة الأخوين العزيزين النائب عبدالحميد دشتي، والمهندس مصطفى غلوم، علاوة على الحضور الرسمي لسفيرنا في طهران السيد مجدي الظفيري والسادة أركان السفارة. وحضور شخصيات سياسية وفكرية من وزراء خارجية ورؤساء حكومات سابقة ومنظمات إنسانية من حوالي 50 من دول العالم، مما يوفر تعددية في وجهات النظر والآراء من خلال بيئات وظروف مختلفة، كلها أجمعت على مشاعر الحذر من هذا العنف والتطرف المستشري في بقاع العالم، تحت مسميات مختلفة، وضرورة التصدي لأسبابه. ويبدو ان تزامن هذا المؤتمر مع انعقاد اجتماع مجلس التعاون الخليجي أدى الى ضعف التواجد الخليجي عموما.
ومجمل الأوراق ومحاور لنقاش تتركز في الغالب على تشخيص الأسباب التي شجعت على تنامي الإرهاب، وانضمام الشباب الى جماعات التطرف والعنف. ثم السبل الى معالجتها وتجفيف منابعها.
ويمكنني هنا أن اختزل كل ذلك في النقاط التي أشار إليها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية د.الشيخ حسن روحاني في كلمته ومنها ما يلي (بتصرف):
1 - وقف دعم بعض الدول للإرهاب ومحاولة الاستغلال السياسي له. ومساعدة الدول المتضررة منه.
2 - إصلاح النظم والمناهج التربوية والتعليمية خاصة فيما يتعلق بالدين، ومواجهة التفاسير المتطرفة والتكفيرية.
3 - معالجة أسباب الفقر، وتعطل التنمية، وتصاعد معدلات البطالة بين الشباب. والتي تستغلها الجماعات المتطرفة. واقتراح صندوق دولي لخلق فرص العمل ودعم التنمية في المجتمعات المستغلة إرهابيا.
4 - الدور الإعلامي مهم في التنسيق لتوعية الناس للحذر من الفكر الإرهابي والتوعية لعدم استغلال الشباب وخداعهم بمفاهيم ومعتقدات مغلوطة.
5 - التعاون الأمني وتبادل المعلومات، والتضييق على تنقلات الإرهابيين عبر الحدود الدولية.
6 - إعادة النظر في القرارات الدولية التي تستخدم فيها حق (الفيتو) والتي من شأنها ان تشجع المعتدي على غيه، ومن جهة اخرى تكرس مشاعر الإحباط والقنوط لدى الضحايا. وعلى المنظمات الدولية ان تنشط في عملية الإصلاح.
بقي ان نقول للقائمين على المؤتمر شكرا على تنظيمكم الرائع، وكريم ضيافتكم وحسن وفادتكم.
ونتمنى للتوصيات التي خرج بها المؤتمر، تفعيلها عمليا بالتعاون الدولي، وعلى طهران ان تتحمل عبء تنسيق ذلك بصفتها الدولة المنظمة لمواجهة خشونة العنف، والتطرف المفرط.
[email protected]