بعد كتابة آلاف من المقالات وصفحات الكتب، ومنها مذكراتي مع عشرات من أحبائي وأعزائي، أجد الكتابة اليوم متعثرة وصعبة!
في ذكرى يوم اقتراني بالمرأة التي وهبها لي الرحمن، يوم دعوته وأنا فتى ملتصقا بجدار الكعبة المشرفة في أيام الحج الأولى (رب هب لي زوجة تعينني على ديني ودنياي). بعد بحث مضن مع أمي الحنون وخالتي نرجس، حتى وجدناها في المدرسة الشرقية العتيقة التي تطل على بحر شرق الجميل!
رضيت بي، مثلما أنا رضيت بها. وتوافقنا على تحملها ما بداخل البيت، وتحملي انا ماهو خارج البيت، وتعاهدنا الشرعي ان الحلال والحرام، الحق والواجب هو ميزاننا القويم.
لكن لم ننس أبدا رشد ربنا (ولا تنسوا الفضل بينكم). وما أكثر فضلها علي عندما صبرت على كثرة مشاغلي من أيام جمعية الثقافة الى تجمع الميثاق، واستمرار تحصيلي العلمي من الثانوية الى الدكتوراه، ومن انتخابات الجامعة الى انتخابات مجلس الامة، ومن خلوة الكتابة الى عناء نقاش وجدل المؤتمرات والندوات والديوانيات، من غياب السفر الى غربة الأسر، ومن مشقة الوظيفة الفنية الى هموم الحقيبة الوزارية...، كان وقود صبرها مصدره الثقة المتبادلة، واطمئنانها ان ذلك لم يكن جريا وراء حطام الدنيا الدنيئة، ولذلك اشترطت علي ان تناصفني الاجر! وأنا قبلت الشرط. لم نكن من الملائكة، لكننا كنا نشخص ابليس ونردعه باللعنات. ومن نعم الله علينا ان اتفقنا الا ننسى نصيبنا من الدنيا، مثلما لم نستحيي من تبادل كلمات الحب ومشاعر الشوق والهيام.
الآن وبعد انصراف الأبناء الى استقلاهم العائلي بلا عقوق، وبعد دخولنا الى أعتاب الستين... كان من حق هذا العمر الجميل بآهاته وضحكاته ان احتفل اليوم بالذكرى الاربعين سنة من يوم ان جمعنا معا المأذون الشيخ حبيب المزيدي رحمه الله.
زوجتي، لك حبي واعتذاري، وشكري وتقديري.. كنت لي وما زلت بحمد الله اللطيفة الحانية، الحرز ضد النائبات.
فصدق ورحم الله من سماك لطيفة الحرز.
تقبلي مني احترامي وهديتي.
ويا رب أعوذ بك. (من شر حاسد اذا حسد).
[email protected]