انتظارا لموعد تصوير مقابلة تلفزيونية من داخل مجلس الأمة. قضيت وقتا أمام شاطئ البحر، وهو البقية الباقية من سواحل الكويت التي التهمتها الشاليهات الخاصة والمؤسسات الحكومية. شاطئ ممهد للمشاة، وسط مساحات خضراء، وشجيرات باسقات، مع صوت البحر الرقراق المتهاد، لكن ما شغلني عن هذا الجمال، وعكر مزاج الفكر والتأمل، هذه القاذورات من آثار هرج ومرج البارحة ممن يدعون الهروب إلى التنفيه والترويح: كوم من قشور حبوب الشمسي والرقي والقرع، وعلب العصير وأوعية الآيس كريم وأغلفة الكاكاو، وأشكال مما يلوع الچبد من أوراق الكلينكس و..! ... إلخ.
تنتابك مشاعر الغضب والقهر حتى تحدثك نفسك، متمنيا بأن تضرب بالعصى الغليظة على أيدي هؤلاء المتسببين الرعاع الهمج، الذين لا يرعون لـ «الذرابة» والنظافة حرمة وأدبا. لسانهم طويل في نقد كل شيء الا أنفسهم البعيدة عن الرقي والتحضر!
لمحت آسيويا بلباس عمال النظافة جالسا في ركن بعيد، وهو يعبث بهاتفه الذكي! هرولت إليه: لماذا لا تنظف؟! أجابني ببرود: بابا انا مشان ماي يصب حق زرع! مال نظافة خلاص يروح!
وكانت الساعة تشير إلى ما قبل الحادية عشرة صباحا.
وتذكرت أنها ساحة الإرادة!
****
«التنفه» باللهجة الكويتية يعني التنزه.
[email protected]