توثيق التعهدات والاتفاقيات إبداع إنساني لحفظ الحقوق والالتزامات تكريسا للأمن الاجتماعي والسلم الدولي. وقد سبقت في ذلك الأديان الإلهية ومنها الشريعة الإسلامية عندما دعت إلى ذلك في عقود الأحوال الشخصية والديون، وحتى بين الأطراف المختلفة الأديان في السلم والحرب. شريطة ألا تحل حراما أو تحرم حلالا.
والقرآن الكريم أطلقها بصيغة الأمر «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» (1 المائدة) وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لا دين لمن لا عهد له». وفي رواية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام «ثلاث لم يجعل الله عز وجل لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين أو فاجرين»
بعد سنوات عصيبة ومفاوضات شاقة يهدد الآن الرئيس الأميركي ترامب بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني! مما يعرض المنطقة لخطر حقيقي من الصدام الإيراني - الأميركي - الإسرائيلي.
وليس للموضوع علاقة بالولاء أو العداء مع إيران. لكن ذلك يهز الاستقرار والثقة في المعاهدات الدولية، ويشجع أطرافها على إلغائها بحسب تبدل الشخصيات الموقعة أو تغير الأمزجة والخواطر!
وكلنا يذكر المقبور صدام حسين عندما مزق اتفاقيته مع إيران حول شط العرب، وما أسفر عنه ذلك من حرب عنيفة استمرت ثماني سنوات خلفت ملايين من الضحايا والممتلكات.
وعلينا تخيل لو أن جمهورية العراق ألغت من جانبها اتفاقية رسم الحدود مع الكويت، بما فيها الأخيرة في تنظيم المرور في خور عبدالله 2012 ! ألا يعود ذلك بنا مرة أخرى إلى الاحتقان والصدام الحدودي، والى تدمير مشروع ميناء مبارك!
وحسنا ما أكدته الأطراف الأوروبية ومعها الصين وروسيا في ثبات التزامهم الدولي بالاتفاقية النووية مع إيران.
[email protected]