تخطو الكويت الآن متسارعة للصعود إلى منصة الصدارة في الإنجازات العمرانية المبهرة، كما كانت بالأمس.
لكن للأسف لعنة سوء الإدارة والفساد المالي تلاحق استمتاع المواطنين بها!
ولا أدل على ذلك من التقارير الدولية عن مواصلة الكويت تراجعها على مؤشر مدركات الفساد للعام 2017!
ثمة نماذج إصلاح المجتمع ضد الفساد مثالية - لكنها قابلة للتطبيق - ومنها تجربة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وهو تلميذ ابن عمه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عندما تسلم أمر ولاية المسلمين فكان من منهجه عليه السلام التالي:
1- القدوة للأمة: «.. من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه..» كان علي عليه السلام في معيشته الشخصية يوازي المستوى الأقل في رعيته.
2- عزل الولاة المفسدين فورا مهما كانت وجاهتهم ونفوذهم، مما أصاب قريشا بضربة في كبريائها: «..آسى أن يلي هذه الأمة سفهاؤها وفجارها، فيتخذوا مال الله دولا وعباده خولا، والصالحين حربا، والفاسقين حزبا..».
3- السواسية وتكافؤ الفرص: «الذليل عندي قوي حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه..
«..فأنتم عباد الله، والمال مال الله، يقسم بينكم بالسوية..»، «..وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد..».
4- إعادة المال العام المغصوب: «..ولو وجدت قد تزوج به النساء وملك الإماء وفرق في البلدان لرددته، فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق..».
5- الرقابة والمحاسبة الجادة: يقول لواليه على مصر الأشتر: «تفقد أعمالهم وابعث العيون من أهل الصدق والأمانة عليهم..» وفي غيره من الولاة: «.. بلغني انك جردت الأرض فأخذت ما تحت قدميك، وأكلت ما تحت يديك، فارفع إليّ حسابك»!
6- غرس التقوى في الثقافة المجتمعية: «..فإني أوصيكم بتقوى الله.. فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم، وبصر عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم، وصلاح فساد صدوركم».
(انظر عهد -رسالة - الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر النخعي حينما ولاه بلاد مصر/ ذكرى ميلاد الإمام علي عليه السلام فـي 13 رجب).
[email protected]