حتى نشعر بفضل الله علينا بنبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، علينا أن نتذكر كيف كان أسلافنا العرب، وكيف صرنا بعد الرسالة. ولعل سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام خير من تجيد تصوير ذلك، بصفتها أقرب الناس إلى أبيها صلى الله عليه وسلم، فهي ـ كما وصفها صلى الله عليه وسلم ـ بضعته وروحه التي بين جنبيه، تقول عليها السلام في خطبتها في المسجد النبوي (فقرات مختارة):
«..فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها. فأنار الله بمحمد صلى الله عليه وآله ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية..»
«.. يكسر الأصنام، وينكت الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين (كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج)، وطاح وشيظ (الرذل والسفلة) النفاق، وانحلت عقد الكفر والشقاق، وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص تطهيرا (لبياض وجوههم، ضامري البطون)، وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة (شربة) الشارب، ونهزة (فرصة) الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام (لبيان القلة والحقارة)، تشربون الطرق (ماء السماء الذي تبول فيه الإبل وتبعر) وتقتاتون القد (جلد غير مدبوغ) وتقتاتون الورق، أذلة خاسئين..»
فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله بعد اللتيا والتي..».
***
تساؤل: بعد الردة الأولى، هل نعيش اليوم ردة أخرى: أشداء بينهم رحماء على الكفار ؟!
***
نبارك لكم المولد النبوي الشريف. والذي يصادف كذلك ذكرى مولد حفيده الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
[email protected]