يستعد ترامب لمنح إسرائيل صك الإقرار العربي والعالمي لكل الامتيازات الأخيرة التي أقرها (اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، سحبت واشنطن تمويلها لوكالة اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، انسحبت أميركا من «يونيسكو»، بسبب انضمام «دولة فلسطين» إليها، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.. والحبل جرار!).
والآن يمهد للصفقة الكبرى المزعومة «صفقة القرن» الغامضة، ودشنت ذلك ببقشيش مقداره 50 مليار دولار لوعود استثمارية في الأراضي الفلسطينية وصفها الفلسطينيون أنفسهم بالوهم الموعود! وترامب ماشي في سياسته يأخذ من كيس العرب ويعايد به إسرائيل.
استجابة بعض الدول العربية والأجنبية لمؤتمر أعد لتمرير هذه الصفقة الموهومة أمر مؤسف، ومخالف للعقل والمنطق، لأنه يأتي رغما على إرادة أصحاب الحق والأرض الفلسطينيين الذين يرفضون حضوره، ويعارضون بشدة هذا المشروع الذي وصفوه بـ «وعد ترامب» تشاؤما بسيئ الذكر «وعد بلفور 1917»!
الموقف العربي برمته - للأسف الشديد - لايزال صاغرا وخاضعا للسياسة الأميركية التي لم تعد تحترم إلا الذي يقف بوجهها ندا بالند كالمشاهد حاليا مع إيران، رغم ما يملكه العرب من كل مقومات العزة والكرامة والكلمة القوية، ومن رأس مرفوع!
تحية إكبار للقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الكويتية، التي أصدرت بيانات رافضة بشدة هذا المؤتمر، ونتمنى أن يكون الموقف الكويتي الرسمي منه منسجما مع الموقف الثابت والمعلن لها في المنتديات الدولية.
[email protected]