هو حكيم، إلا أن الكويتيين - كذلك - كانوا يطلقون على الطبيب والمستوصف مصطلح «الحكيم»، مثل ما هو متداول لدى اللبنانيين.
عرفنا د.عبدالرحمن العوضي منذ الستينيات من تلفزيون الكويت، عندما كان يطل على المشاهدين بالأبيض والأسود بحديث التوعية الصحية عن النشلة (الزكام)، وعوار البطن، وعدم النوم والفحم مشتعل بالدوة، ناصحا بتطعيم الأطفال.. الخ.
رغم ثراء عائلته وموقوفاتها لأعمال البر، لكن ولدهم د.عبدالرحمن العوضي شهرته جاءت من تواضعه وطيبته وسجيته السمحة، ونفعه للناس. أذكر عندما كنت فتى في بداية السبعينيات عندما ألمّ بوالدتي رحمها الله تعالى مرض عضال، لم نجد بُداً من علاجها بالخارج، ذهبت بنفسي وأنا حاسر الرأس بلا غترة الى مبنى وزارة الصحة القديم قرب بيت دكسن في منطقة شرق ودخلت على مكتب الوزير عبدالرحمن العوضي، وقلت له: دكتور أمي مريضة جدا وتحتاج الى فرصة علاج بالخارج، وجئتك «بطرق دشداشتي» بدون واسطة، أرجوك توقع بالموافقة، رفع رأسه وفتح فاه مندهشا، ثم جر القلم موقعا بالموافقة الى لندن! لم يعرف التقاعد ولا التقاعس لآخر حياته تشهد له عضويته الفاعلة في مؤسسات ذات طبيعة إنسانية عامة، من مؤسسة تعنى بالتوعية ضد التدخين، وإصدار مجلة حياتنا للثقافة الصحية والى حماية البيئة من التلوث الى الحرص على صيانة العلاقة الودية بين الكويت وجيرانها والأخص مع جمهورية إيران الإسلامية في رابطة الصداقة الكويتية- الإيرانية، رغم سنه المتقدمة في العمر، وتسرب الضعف الى بدنه.
حقيقة، ان د.عبدالرحمن العوضي قيمة وطنية كافح وعمل لكل المواطنين والوافدين بلا تمييز، وقدوة إنسانية حسنة.
رحمه الله برحمته الواسعة، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
[email protected]