عام 1992 وصلت الفتاة الفلبينية «رحمة» إلى الكويت لخدمة أسرة المواطن الحاج احمد وزوجته المواطنة الحاجة سارة التي شاء الله سبحانه أن يحرمهما من الذرية، فكانت لهما كابنة، وهما لها كوالدين، تقوم برعاية شؤون المنزل، وتعلمت قيادة السيارة لتستكمل قضاء احتياجات العائلة خارج البيت، بالإضافة الى اصطحابها الى مشاوير الحجية الاجتماعية وزوارة العائلة والتواجد في المجالس الحسينية النسائية، وتطبعت بعادات وتقاليد العائلة وتعمقت الألفة والمودة بين سارة ورحمة فكان التسامح الديني بينهما والأخلاق الإسلامية في المشاعر والتعامل.
الحاج احمد انتقل إلى رحمة الله تعالى فتبقى الحاجة سارة وحيدة في البيت، حيث داهمها المرض وكبر السن وفقد البصر، واللجوء إلى اقتناء سيارة خاصة لذوي الإعاقة، فواصلت رحمة مساعدتها في صعودها ونزولها بالكرسي المتحرك، لكن رحمة لم تنس وطنها فكانت تتردد على أهلها هناك مع توفير البديل لخدمة الحجية، وكونت «رحمة» لها أسرة وتحولت الى أم ثم جدة لها أحفادها في الفلبين، لكنها استمر تواجدها في الكويت بلدها الثاني.
زاد المرض على الحجية سارة حتى أقعدها طريحة المستشفى.
وتزامن ذلك فجأة مع إصابة «رحمة» بالجلطة لتؤثر على مستوى نشاطها وصحتها ولكن استمرت في وفائها إلى أن أسلمت الحجية سارة روحها إلى بارئها، لتفجع «رحمة» بهذا الخبر، وتبكي عليها بكاء الثكلى!
لتعود «رحمة» الى بلادها الفلبين بعد 27 سنة في الكويت معززة مكرمة، ولكن بقلب ملؤه الحزن والكدر لفقدها حبيبتها سارة.
انها نموذج للعواطف الإنسانية في الحب والوفاء، والعطاء المتبادل تهدى لتعزيز العلاقة الكويتية ـ الفلبينية.
[email protected]