يلخص الإمام زين العابدين عليه السلام حياة جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: «..إمام الرحمة، وقائد الخير، ومفتاح البركة..»، لكن ذلك كلف النبي الكثير من الإيذاء، حتى قال: «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت».
وبالرغم من وصيته لأمته تحصنا لها من الضلالة «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي». محذرا (صلى الله عليه وآله وسلم) من إيذائه حتى بعد وفاته في المساس بالثقلين: «ان فاطمة بضعة منى وانا منها فمن آذاها فقد آذاني..»، وقتل ابن عمه أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في المسجد، والذي حذر قبيل استشهاده «..لا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين خوضا..».
وسفك دماء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته على صعيد كربلاء، وهكذا ما من أحد من أهل بيته وأصحابه الميامين إلا مقتول او مسموم.
والأكثر إيلاما أن تعود اليوم الجاهلية الأولى التي حاربها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فيكثر في أمته الفساد المالي والأخلاقي والسياسي حتى تكالبت على المسلمين الأمم المستكبرة، وصاروا تبعا لها!: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة (جمع آكل) إلى قصعتها (الآنية المليئة بالطعام).
فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل». (غثاء السيل: مثل الأعشاب اليابسة والأوساخ وفقاعات الزبد الطافحة).
وحال كثير من المسلمين اليوم نخشى ان ينطبق عليهم ما جاء من الوصف القرآني: «.. يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين».
ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في 28 صفر.
[email protected]