في صغرنا عندما نزور «معصومة قم» كما هو اسمها الدارج عند الكويتيين العتق، كنا نعاني من طعم «مرورة» ماء الشرب فيها، وكان الأكل الأكثر رواجا وتملأ الإعلانات الجدارية الكبيرة عنه هو «چلو كباب» ومثله حلو «الساهون»، حيث محلاته تنافس الصيدليات المشرعة أبوابها 24 ساعة! الآن غزتهم الفلافل الفلسطينية والسمبوسة الهندية والبيتزا الإيطالية والمعكرونة!
وصلنا الى قم وتفاجأنا بأخبار عن وصول «الكورونا» ليعلن عن إصابة بضعة إيرانيين.
في المسجد الملحق بالمرقد الشريف، استضافوا بعد الصلاة طبيباً ليتحدث عن مرض الكورونا وطرق الوقاية منه، فقام في وجهه احد المصلين صارخاً بأعلى صوته: «انها كذبة، انها مؤامرة سياسية لتنفير الناس عن صناديق الانتخابات البرلمانية المزدحمة!»، وهذا هو الرأي الرائج في الشارع الإيراني.
لكن الأمور عادية في «قم» إلا من مظاهر قليلة من ارتداء الكمامات، وحرق نبات «الحرمل» في الردهات والفنادق لأبخرته المفيدة صحيا فهو مبيد للجراثيم وهو جيد لصحة القلب والجهاز العصبي.
جميع الزوار الكويتيين بخير والحمد لله، والسفارة الكويتية مشكورة وبيض الله وجوههم ما قصروا، وهم على تواصل معنا، مع توقع إجلاء الكويتيين في أي وقت، عددنا حاليا حوالي 200 مواطن ومواطنة في «قم»، تتابع الجميع بالإضافة الى 700 شخص من المواطنين في مشهد وعشرات في باقي المدن الإيرانية- كما وصلني-.
بارك الله في جهود القائم بالأعمال في السفارة السيد فلاح الحجرف، فله الشكر الجزيل والثناء الجميل لتنقلاته الدؤوبة لرعاية مصالح مواطنيه مثلما هي جهود الاخوة في وزارات الخارجية والداخلية والصحة والخطوط الكويتية والطيران المدني، شكرا للجميع على اهتمامهم.
[email protected]