حالة جائحة «كورونا» التي نعيشها حاليا تشبه حالة أيام الغزو الصدامي على بلادنا 1990، فالناس في حالة قلق وترقب للأخبار والقرارات وعناء متلاحق لتأمين مستلزمات المعيشة اليومية، والمؤسسات العامة والخاصة شبه معطلة، مع تزايد المصروفات مقابل تراجع الدخل القومي...الخ، لكن هناك فرقا جوهريا، ففي أيام الغزو كل المحافل العالمية كانت تلهج بمطلب تحرير الكويت، بينما العالم اليوم كل منهم يصيح: آه يا نفسي! بعد ان صفق المواطنون ومعهم مجلس الأمة للجهود الحكومية في بداية أزمة كورونا، الآن بدأ يتصاعد الضرب القاسي عليها بوسائل التواصل الإلكتروني وبأقذع النقد وأقسى العبارات.
لا أحد ينكر الأخطاء والتخبطات، لكن للإنصاف هؤلاء الوزراء يعملون ليلا ونهارا بلا وزارات قائمة، والتحدي العظيم يواجههم كل ساعة مع ارتفاع معدلات الإصابة في البلاد وواجب تأمين الأمن والمعيشة والخدمات على مدار الساعة.
طبعا لا جدال هذه مسؤولية الحكومة ولا فضل، ومرارة المسؤولية العامة يعرفها من ذاقها، ولا جدال في حرية إبداء الرأي، ومنه هذا المقال.
لكن هذا الوضع الطارئ الكارثي يحتاج إلى معاونة الأجهزة الرقابية وملاحقة الفساد بجدية، ومع تكسير مجاديف الحكومة من الصعب إيجاد البدائل المرضية في هذه الظروف الصعبة والمرهقة، واللاعب غير المستريح في المدرج.
يا جماعة تلطفوا مع إخواننا الوزراء وخاطبوهم بالتقدير والاحترام، ليدعمهم ذلك بحماس لتدارك الأخطاء والسقطات وليعبروا بالكويت هذه الكارثة، والموعد فيما بعد عبر الأدوات الدستورية.
[email protected]