اهتمام الحكومة الكويتية بتنمية وتأهيل الموظفين الذين يشغلون وظائف إشرافية وقيادية بمهارات تؤهلهم لممارسة وأداء عملهم بمستوى أفضل، حسب المهام والصلاحيات الموكلة لهم، يؤدي الى تحسن أداء وإنتاجية الأجهزة الحكومية، خاصة أن الكويت مقبلة على إعادة هيكلة وإصلاح اقتصادي وتحكم في الميزانية، حسب الإيرادات المتوافرة وحسب المصروفات التي ترى الحكومة تتضمن تقشفا لحل مشكلة العجز المالي المستمر.
وحسب ما تم رصده من اخبار إعلامية وصحافية عن هذه التوجهات، فهناك المشروع الوطني لإعداد القادة، والذي من المتوقع ان يطلق 24 برنامجا تدريبيا لإعداد القادة بمختلف التخصصات لمدة 6 أشهر، وذلك استجابة لتوجهات ورؤى سمو رئيس مجلس الوزراء، لتطوير مهارات الموظفين، وتأهيل المرشحين للمناصب القيادية والإشرافية، مشيرا إلى أنه تم تدريب 100 متدرب من مختلف القطاعات الحكومية.
ويهدف هذا المشروع إلى تأهيل القيادات الشابة في القطاعين الحكومي والخاص، بأساليب القيادة الحديثة، لتمكينهم من قيادة خطة التنمية من خلال برنامج تدريبي وعملي، كما أن هناك اتفاقا بين الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والمعهد العربي للتخطيط الذي عقد في المعهد، وذلك في إطار تعزيز التعاون المشترك بينهما لإطلاق برنامج «القيادات التنموية»، تحت شعار «نحو قيادي تنموي وطني» لصالح الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية.
هذه المبادرات والتوجهات جيدة وتؤدي الى تحقيق اهداف تنموية وتطويرية للكويت بوجود قيادات ذات كفاءة وتم تأهيلها بمهارات لتحقيق خطة التنمية وجهاز حكومي ذي أداء متميز، وهذا لن يتحقق إلا إذا تم اتخاذ خطوة مسبقة وهي اختيار وترشيح موظفين في وظائف قيادية وإشرافية ذوي كفاءة وأداء وإنتاجية تم تقييمها من قبل لجنة تقابل وتختبر وترشح من لديه الاستعداد والقابلية وله تاريخ وظيفي ممتاز ولديه التزامات تجاه عمله وجهة عمله حسب القانون والقرارات وسجله نظيف.
وإذا حدث ذلك، أتوقع أن تحقق الحكومة الهدف من تنمية وتأهيل هؤلاء القياديين والإشرافيين لحكومة جديدة ذات أداء وإنتاجية متميزة وتحقق خطط التنمية ومشاريعها بصورة افضل واذا لم تتم هذه الخطوة قبل دخول القياديين والإشرافيين في هذه البرامج فأعتقد لن يغير بعض أو أغلب هؤلاء من سلوكهم وأدائهم السابق ولن يتحقق ما تفكر فيه الحكومة وتهدف إليه.
[email protected]
د.عبدالله فهد العبدالجادر
مستشار تطوير إداري وموارد بشرية