الإنسان ليس معصوما من الخطأ وكل من يعمل بجد ويجتهد ممكن أن يقع في الخطأ، ولكن هناك أخطاء مهنية بسيطة لا تتعدى كونها خسارة مادية بسيطة، وهناك أخطاء مهنية تعتبر كارثة بشرية ومادية.
الأخطاء الطبية موجودة في العالم ولا تقتصر على دولة دون الأخرى، ولكن تكرارها وحجمها هو المهم، ولذلك هناك دول تحدث فيها الأخطاء الطبية ويتم محاسبة الطبيب المخطئ بعقوبات تتدرج من وقف عن العمل لفترة مؤقتة وخصم من الراتب وشطبه من الأطباء المعتمدين، وتصل غرامة الأخطاء ملايين الدولارات ومنع من السفر حتى لو كان خطأ بسيطا مثل جرح غير مقصود وغيرها.
الأخطاء الطبية في الكويت صحيح نسبتها قليلة مقارنة مع دول أخرى، ولكن تظل بالنهاية أخطاء وتتكرر وتحدث ضررا، وما حدث حسب تصريح صحافي كويتي بان الإدارة العامة للأدلة الجنائية تنظر حوالي 450 قضية خطأ طبي شهريا، لافتا إلى ان معدل تلك القضايا ارتفع 900% خلال 13 عاما. وهناك حالات كثيرة وقعت ضحية الأخطاء الطبية والتشخيص العشوائي غير الدقيق، والقانون قاصر عن حماية الضحايا وردع ضعاف النفوس والمخطئين.
لدي تجربة شخصية في الأخطاء الطبية، وهي أنه كان لدي ألم جهة اليمين من البطن فذهبت أراجع أطباء استشاريين ومتخصصين في الجهاز الهضمي، وذهبت إلى طبيب خاص وقال لي: «أعمل سونار وتعال»، سويت السونار ورجعت له، فقال لي: «لازم تسوي عملية جراحية تشيل المرارة لأنها ملتهبة وحجمها كبير وهذا سبب الألم»، ونصحني بالذهاب إلى طبيب جراح وقال لي اخذ موعد للعملية في مستشفى خاص يتعامل معاها حتى يسوي لي العملية لإزالة المرارة.
وعند ذهابي إلى المستشفى الخاص فكرت لماذا لا اذهب إلى طبيب آخر استشاري، فذهبت بالفعل وتم عمل سونار وعند مراجعة الطبيب الجديد، قال لي: «المرارة ما فيها شيء وما تحتاج عملية»!
السؤال هنا، لماذا يتغير التشخيص ورأي الطبيب الاستشاري من واحد لآخر؟! وقلت لعلها خير ولم اسو العملية والحمد لله الألم اختفى بعد فترة، وقلت حق نفسي مرة ثانية ما راح اسوي عملية جراحية إلا بعد أخذ رأي أكثر من طبيب واستشاري ولن استعجل، وخاصة بالعمليات الجراحية.
ولهذا انصح كل من لديه شك في تشخيص الطبيب بأن يراجع أكثر من طبيب وفي عيادات ومستشفيات أخرى وخاصة العمليات الجراحية ولا يعتمد على تشخيص واستشارة طبيب واحد فقط والله يعطيكم الصحة والعافية.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com