عيالنا لمّا يتخرجون من الثانوية ويريدون إكمال دراستهم الجامعية يختارون التخصصات التي يرغبون فيها من إدارة أعمال أو نظم معلومات أو هندسة أو طب وغيرها سواء داخل الكويت أو خارجها، لكن هل كان لديهم علم بالتخصصات الدراسية التي يحتاج اليها ويتطلبها سوق العمل؟ وهل كانت لديهم معلومات وتثقيف ووعي بالقوانين والقرارات المتعلقة بسوق العمل؟ وهل تم تدريبهم وإكسابهم المهارات اللازمة والمؤهلة ليكون اختيارهم صحيحا؟
أعتقد أن أغلب طلبتنا في الثانوية العامة ليست لديهم أي فكرة أو معلومة عن التخصصات الدراسية المطلوبة لسوق العمل أو قوانين وقرارات العمل أو المهارات المطلوبة ليكونوا مؤهلين لسوق العمل وعندما يتخرجون من الجامعات يواجهون مشاكل عدم وجود فرص عمل تناسب تخصصاتهم سواء في القطاع الحكومي أو الخاص ويظلون ينتظرون سنوات، ما يترتب عليه وجود بطالة كويتية من خريجين كويتيين في بلدهم الصغير في حجمه والكبير في موارده المالية وعددهم أقل بكثير من الوافدين، والغريب أن الوافد يجد فرصة عمل في وظائف ممكن عيالنا لا يقبلون عليها، وأنا لا أحسد الوافد والله يرزقهم، ولكن ألوم الحكومة على هذه البطالة لعيالنا وخاصة البطالة الإجبارية.
لذلك، أقترح من الآن على وزارة التربية أن تبدأ في تطوير مناهجها وأسلوبها الدراسي لطلاب الثانوية العامة بأن يدخلوا في مناهجهم معلومات يستفيد منها الذي سوف يتخرج من الثانوية وخاصة التخصصات الدراسية المطلوبة لسوق العمل وقوانين وقرارات العمل وتدريبهم وتأهيلهم بمهارات تحتاجها تخصصاتهم الجامعية ميدانيا وعمليا، ومن الممكن تخصيص حصة للتدريب الميداني في الجهات الحكومية والخاصة، كما تفعل الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لطلابها، ومن خلال هذه الأساليب والطرق يتفتح لدى الطلاب المعرفة والثقافة والقرار الصحيح عند اختيارهم التخصصات الدراسية الجامعية التي تؤهلهم وتوفر لهم فرص عمل يحتاج إليها سوق العمل ولا تكون لدينا بطالة.
[email protected]