احمد الهارون، الله يرحمه ويغمد روحه الجنة، من الشخصيات الكويتية الأصيلة والنظيفة التي عملت بأمانة وجِد وله سمعة طيبة وسيرة ذاتية مشرفة للكويت وأهلها، وقد عرفته أول مرة عندما اتصل بي عام 2005 بصفته مدير عام غرفة تجارة وصناعة الكويت، والتقيت معه في مكتبه وكان معه نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت آنذلك خالد عبدالله الصقر، حيث تفاجأت بأن يتم عرض منصب مدير مركز الصقر للتنمية والتطوير التابع لغرفة تجارة وصناعة الكويت.
وكنت في ذلك الوقت متقاعدا وأعمل مستشارا حرا وأقدم خدمات استشارية للقطاع الخاص والحكومي في مجال الهيكل التنظيمي والوظيفي وكتابة اختصاصات القطاعات ووصف الوظائف ودراسة ميدانية لسوق العمل والرواتب ونظام تقييم أداء العاملين وغيرها من تطوير اداري وموارد بشرية.
وقد ترددت بقبول عرض غرفة تجارة وصناعة الكويت حيث فضلت استمراري بتقديم الاستشارات وقدمت لهم وقتها ترشيح كفاءات كويتية متقاعدة لهذا المنصب وبعد شهور التقيت بالمرحوم احمد الهارون في أكثر من مناسبة، أعياد وافراح، وسألته هل اخترتم احدا من المرشحين لمنصب مدير مركز الصقر للتنمية والتطوير. وقال لي: «نحن بانتظار قبولك انت العرض وعندما رأيت اصرارهم علي شخصيا قابلتهم مرة أخرى»، وقلت لهم: سوف اقبل منصب مدير مركز الصقر للتنمية والتطوير بشرط استمراري بتقديم الاستشارات ووافقوا على ذلك، حيث عملي الاستشاري سوف يضيف قيمة للمركز ويستفاد منه كذلك لغرفة تجارة وصناعة الكويت.
وتم التعاقد معهم اعتبارا من يناير 2006 واستلمت مسؤولية المركز الذي كان مستقلا بمجلس أمناء وميزانية خاصة له ويقدم خدمات تدريبية وتأهيلية للعاملين في القطاعين الخاص والحكومي واستمررت لغاية نهاية 2010 حيث تفرغت للاستشارات مرة أخرى.
وخلال عملي في مركز الصقر التقيت بالمرحوم احمد الهارون لتزويده بتقرير عن نشاط وأعمال المركز وكذلك تقديم مساعد استشارية لغرفة تجارة وصناعة الكويت وكان الهارون مثالا وقدوة في عمله والتزامه لباقي العاملين بالغرفة وتشجيعه للعاملين ودعمهم ولم اسمع او أرى أحدا قد اشتكى خلال ادارته لغرفة تجارة وصناعة الكويت وحتى عندما كان وزير التجارة والصناعة. الله يرحمه ويغمد روحه الجنة والله يكثر من امثاله.
[email protected]