ظهر فيروس كورونا منذ اكثر من 6 شهور، وبدأت الكويت باتخاذ التدابير والقرارات والإجراءات الوقائية والصحية من حظر تجوال وحجز مؤسسي ومنزلي وأقفلت معظم الأنشطة التجارية، كما توقفت الدراسة والعمل والرحلات التجارية وخلالها بدأت تظهر لنا مواضيع وأمور كانت خافية علينا ومنتشرة في الكويت قبل «كورونا» مثل غسيل الأموال وتضخم حسابات شخصية لم تكتشفها أو تحقق فيها جهات الرقابة الحكومية، مع أن ديوان المحاسبة يرسل تقريرا سنويا للحكومة، ومجلس الأمة يتضمن المخالفات والهدر في ميزانية الدولة ولكن بدون فائدة ولم تتوقف واستمرت، وهناك تحقيقات وإحالات للنيابة لبعض القياديين في الحكومة بسبب سرقة ورشوة من المال العام، وهناك من هرب أو تم تسهيل هروبهم خارج الكويت بعد سرقتهم الملايين، وحاولت الحكومة بمقاضاتهم وجلبهم الى الكويت لمحاكمتهم لكنها لم تستطع حتى الآن.
هذه الأمور التي ظهرت وذكر فيها أسماء شخصيات كويتية في الصحف المحلية والخارجية غطت على فيروس كورونا وظهرت أنها أقوى منه، حيث انتشرت بفئات المجتمع من شباب وبنات الكويت (فاشينيستا) وشخصيات من رجال ونساء الأعمال وقياديين في الحكومة، وكلهم حتى لو ما دخلوا في غسيل الأموال او سرقة المال العام فلديهم خير من قبل، ولا أعرف لماذا دخلوا في المال الحرام وهذه تحتاج الصراحة أن كل واحد منهم أن يحال الى طبيب نفسي ليتضح أسباب تصرفاتهم غير القانونية ومعرفة سرقتهم للمال العام والدخول في غسيل الأموال مع أنهم من عوائل كويتية معروفة ولديهم الخير والحمد لله، وهذا الاجراء المقترح المفروض يدخل ضمن إجراءات التحقيق النيابي والقانوني وأن يتم الإفصاح عن الأسباب حتى يتجنب ويحرص الباقي من ضعاف النفوس على أن يدخلوا في ضياع انفسهم بوجود النصيحة والمشورة لهم.
فيروس الفساد يجب أن يتم ايجاد لقاح له وأن يكون فعالا لأن النفس البشرية ضعيفة أمام المغريات وليست لديها مناعة، حيث ذكر في القرآن الكريم (إن النفس لأمارة بالسوء) والفساد ذكر في القرآن الكريم (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).
وأخيرا، أتمنى وأسأل الله العظيم أن يتم انتخاب أعضاء مجلس أمة القادم 2020 من الكويتيين الأصليين ولديهم سيرة ذاتية نظيفة ومشرفة وقدموا خدمات وأعمالا لصالح الوطن والمواطن، وأن تكون أولوياتهم تطهير البلد من الفساد والمفسدين.
[email protected]