هناك رجال كبار، عندما تجلس معهم فأنت امام كبير في المقام كبير في الأفعال.
المرحوم، بإذن الله، العم عبدالله بودي من هذا الصنف، عاقل، حكيم، متفتح، يفهم أين هو، ويفهم ماذا يريد ان يقول، وماذا يريد ان يفعل، حينما تجالسه فأنت امام مخزون من العلم، مخزون من الحكمة، مخزون من الأخلاق الاصيلة.
يجمعني به، رحمه الله، ديوان المرحوم بوفهد البودي، كبير عائلة بودي، كنت حريصا على الحضور بانتظام لسماع موعظة وسماع حكمة وسماع توجيه اذا تكلم، رحمه الله، تخرج الكلمات من قلب صاف حر لم أسمعه يوما يغتاب بالمجلس، لم اسمعه يوما ينم بأحد، ابتسامته عجيبة فيها هدوء الرجال بصلابة الاجداد.
العم عبدالله بودي، رحمه الله، له حكم تسجل في تقويم العجيري، فكنت اتابعها اولا بأول وربما الى اليوم احتفظ ببعض منها، كل حكمة تعطيك هم سنوات وكل حكمة تعطيك نظرة رجل عرف ربه فأحبه الله وأحبه الناس.
المرحوم حلو المعشر له ذرية طيبة، احترمهم بلا استثناء وأجد في كل واحد منهم شخصية راقية تبارك ربي ولعلي اخص منهم الاستاذ ايمن والأستاذ هيثم.
اما الاول فهو في الاستثمار له صولات وجولات ونتائج طيبة في عالم المال ولعله دخل معنا في العمل الخيري كقيادي له اعتباره في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، اما هيثم فكم اعشق كتاباته المتميزة في الروايات، عميق المشاعر، عميق الفهم تبارك ربي، ومن اجمل الذكريات مع حبيبنا هيثم حينما تشرفت بتكريمه في منزلي بحضور مجموعة من محبيه وكم كان هيثم رائعا حينما زارنا وتداولنا فكرة الروايات وعمق الفكرة وعمق المضمون.
لا عجب فهم من نسل المرحوم عبدالله بودي، رحل بهدوء، لم يضر احدا، رحل بصمت الكبار، رحل وكأني أراه في مجلس آل بودي يتحدث عن مواقف وأحداث جميلة من ذاك الزمن الجميل، رحل ولم يحمل معه اي ضجيج، ولم يحمل معه إلا زاده من الأعمال الصالحة والذرية الطيبة التي اسأل الله ان يحفظهم ويديم عليهم النعمة.
وكم نرصد في صحفنا اخبار المبرة الكويتية لحماية الاسرة واحتضان احد ابنائه كل الجهد العلمي والثقافي في منزله كل مساء جمعه، حيث نشر الخير وتبني أركان العلم، لا عجب لا عجب لا عجب.
نسل طيب وذرية طيبة ومثال لعوائل الكويت التي عرفت حق الله ووصلت الناس وأعطت،
رحم الله العم عبدالله بودي رحمه واسعة.