رواية طَعْمُ الذئب للكاتب الكويتي عبدالله البصيص نشرت عام 2014، رواية تتحدث عن حكاية ذيبان الذي عاش حياة مريرة منذ صغره، فكان يتيم الأب يعيش بين أخواله بشخصيته المهزوزة المنكسرة ليدخل قصة حب فاشلة مع غالية التي كانت سببا في قتله متعب - الذي كان متعبا لذيبان في صغره - ليطرد من القبيلة بعد الهزيمة المخزية على يد حميدان أخي متعب ويحاول الوصول إلى الكويت، ليصاحبه في هذه الرحلة ذئب، وتدور بينهم العديد من الأحداث تفضي إلى أن يقوم ذيبان بقتل الذئب، ثم نهاية مفتوحة مع أهل القرية التي كانت على الطريق.
الرواية تدور في براري نجد حيث الحياة الصعبة الشاقة، وفي نصف القرن التاسع عشر حيث أشار الكاتب إلى الزمان بذكره أن الكويت هي البلد التي دفن بها الشاعر ابن لعبون، وهو الشاعر محمد بن لعبون الذي توفي في 1831م، وهنا وقفات مع الرواية، لنكتشف هل كان الكاتب «ذيبان» باقتناص القارئ؟ واقتناص جائزة الدولة التشجيعية؟
تبدأ الرواية بطريقة (الفلاش باك) براوٍ يخبرنا ما حال ذيبان الذي أتعبه السفر وطوله، فكان راويا خارجيا والذي يتحول مع أحداث القصة إلى الراوي المراقب الذي ينقل كل شيء كما هو فقط، هذا التحول في الراوي سبب ارتباكا للقارئ، لذلك كان يضطر الكاتب ليوضح بكلمات يضعها في نهاية بعض الحوارات (هكذا قال فلان) أو (هكذا فكر فلان)، الأمر الذي أفقد القارئ سلاسة القراءة، أما على مستوى اللغة التي لم تكن ذات رتم معين، فدخول العامية أحيانا في الحوارات والفصحى في حوارات أخرى سواء مع النفس أو مع الآخرين أمر مستغرب! فلماذا لم يستمر بالحوارات العامية أو الفصحى دائما؟ فالقصائد كانت كلها عامية في الرواية.. فلماذا الحوارات متنقلة؟ كما استخدم كلمات «مقززة» تدعو للاشمئزاز لوصف لم يكن يحتاجه في حبكة القصة، كان يستطيع أن يمنحنا بعدا عن هذه الكلمات رحمة بعقولنا التي تتخيل.
أكبر علامات التعجب في الرواية هي ذكر أربع نساء من البدو، وكلهن ـ مع الأسف ـ سيئات، نبدأ بالأم التي كانت تضرب الولد وتساعده على ضرب الآخرين، والتي أول من أطلقت على ولدها لقب (كوبان) تحقيرا له، والمرأة الأخرى وفق الترتيب هي زوجة الخال المرأة الشتامة التي كانت سبب شقاء ذيبان بفكرة مبارزته لحميدان أخي القتيل، المرأة التي تعتدي على مجلس الرجال ضاربة كل تقاليد البدو وعاداتهم بالحائط؟ أما المرأة الثالثة فهي محبوبته غالية - ليس لها من اسمها نصيب - التي جعلها امرأة لعوبا، حتى تجرأ الكاتب على جعلها تكشف عن كل جسدها مقابل قصيدة!! أما المرأة الأخيرة فهي التي أكلها الذئب تلك المرأة السيئة التي تقسو على والد زوجها وتضربه وتهزأ به، فلو كانت الرواية رصدا لحياة البادية فهل هذه نماذج نساء البادية!، كما أن الكاتب ذكر كثيرا حديث العجائز وأغفل أي جلسة لذيبان معهم في صغره؟
طعم الذئب كان جيدا في فقرة الخيال بوصف رحلة ذيبان مع الذئب والحوارات الديكارتية والفرويدية التي تناولاها، لعل هذه الحوارات هي ألذ جزء في طعم الذئب، الذي كان في أكثر مناطق الرواية بلا طعم.