قال الله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه عندما استشهد في معركة أحد: «هذا ممن قضى نحبه».
إنه طلحة بن عبيد الله، أحد المبشرين بالجنة وهو أيضا أحد الثمانية الذين سبقوا في الإسلام وأحد الستة أهل الشورى وأنه طلحة الخير كما أسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وأسماه أيضا طلحة الفياض وطلحة الجود.. وهذه مجموعة مسميات اختارها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للبطل الذي وقف بكل صلابة في غزوة أحد يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويتصدى لكل السهام والسيوف الموجهة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما إسلام طلحة فكان حكاية، حيث كان في الشام من أجل التجارة، وقد التقى بكاهن نصراني ونصحه أن يسرع إلى مكة ليلحق برجل أسماه «أحمد» بأنه هو نبي آخر الزمان.. فانطلق طلحة كالبرق لينال شرف دخول الإسلام وليكون أول من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولما وصل إلى مكة وجد ابن عمه أبوبكر الصديق رضي الله عنه قد سبقه في اعتناق الدين الجديد فأسلم على يدي أبيبكر ابن عمه ولقد أسلم على يده خمسة من المبشرين بالجنة.
وعرف عن طلحة أنه فدائي، لا يهاب شيئا وكان موقفه في دفاعه عن رسول الله خير دليل على شجاعته، فقد استقبل كل السهام الموجهة لصدر النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد قطعت يده وتحمل جراحات في جسده وكانت الدماء تنصب من جسده حتى قدميه.
وطلحة بن عبيد الله كان زاهدا يساعد كل محتاج، فقد قال عنه قبيصة بن جابر: صحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.. وعن علي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول: إن طلحة والزبير جاراي في الجنة. وقال عنه أيضا وجبت الجنة له.
هذا طلحة بن عبيد الله، أحد العشرة المبشرين بالجنة لقد ضحى بنفسه وماله لينصر نبيه ودينه ولم يتردد في الاندفاع للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما طوق جنود كفار قريش لينالوا منه وقتله إلا أن الفدائي طلحة دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بكل بسالة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة».
والله الموفق.