يصادف ذكرى اعتداء صدام حسين وحزب البعث على البلد العربي الجار للعراق يوم الخميس وبتاريخ الثاني من أغسطس.. وكانت مفاجأة للكويت وللدول العربية التي ساندت العراق في حربه ضد إيران.. وكان شعار صدام في حربه على إيران حماية البوابة الشرقية.. ومفاجأتنا ومفاجأة العرب أن صدام يحارب إيران ليمنع تقدم الجيش الإيراني نحو العراق التي تعتبر البوابة الشرقية.. ومن هذا المنطلق ساند العرب العراق في حربه مع إيران دفاعا عن عروبة العراق.. ولكن المفاجأة أن صدام خرق كل الشعارات والتعهدات وزحف بجيشه نحو الكويت ليحتلها.. لقد دخل صدام إلى الكويت بجيش تحرير القدس الذي كان يدعي أنه قد أعده لتحرير فلسطين والقدس لكن وللأسف بدلا من أن يوجه جيشه نحو فلسطين لتحرير أرضها من الاحتلال الصهيوني بجيشه الذي أطلق عليه جيش تحرير القدس.. توجه نحو الكويت البلد العربي والجار والبلد الذي ساند العراق في حربه ضد إيران، كنت أنا متواجدا في الكويت أثناء الغزو فقد أصبنا بالدهشة والجمود لما يحدث وكنا نتسأل أين تلك الشعارات التي كان صدام يتبجح بها ويدعو العرب لأن يقفوا معه لأنه يريد تحرير فلسطين؟!.. وهنا تساءل الرئيس السوري المرحوم حافظ الأسد.. لماذا توجه صدام إلى الكويت؟ إن كان حقا يريد تحرير القدس فطريق القدس يمر من هنا في سورية فليتقدم صدام نحو القدس ونحن جنوده نسير من خلفه.. كذلك تساءل الملك الحسن ملك المغرب أثناء الغزو.. هل يريد صدام أن يمحو الكويت بجرة قلم.. وهي دولة معترف بها دوليا وعضو في الأمم المتحدة؟.. هذا غير معقول.. والرئيس حسني مبارك لا يمكن ننسى موقفه وتحركه وتنقله من العراق إلى الكويت والسعودية كمحاولة لوقف جيش صدام من احتلال الكويت.
لقد وقف العالم من الشرق إلى الغرب مع الحق الكويتي وساهمت دول العالم في تحرير الكويت وطرد جيش صدام من الكويت ولابد هنا من الإشارة إلى الموقف الشجاع للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز الذي فتح الأراضي السعودية لعبور جيوش دول العالم إلى الكويت ولم يقف مع صدام إلا رؤساء سقطوا في النهاية ومما يؤسف له أن يكون ضمن هؤلاء الرؤساء الذين أيدوا احتلال الكويت من قبل العراق ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وتنكر هذا الناكر للجميل.. مواقف ومساعدات الكويت للشعب الفلسطيني.. تناسى ياسر عرفات أن منظمة التحرير تأسست في الكويت وأن أول طلقة لتحرير فلسطين انطلقت من الكويت ورغم هذا سافر ياسر عرفات إلى العراق ليقف بجانب صدام وكلنا شاهدناه وهو يطبطب على كتف صدام مشجعا ومؤيدا له في احتلال الكويت..
ولقد راجعنا المواقف السياسية فإن صدام لم يحصل على تأييد أي دول ذات مكانة دولية مرموقة سوى رؤساء شاذين بأخلاقهم أمثال ياسر عرفات وعلي صالح رئيس اليمن الذي ساهم بإرسال جيشه إلى صدام ليسانده في احتلال الكويت.. أيضا هذا تنكر لما قامت به الكويت من مساعدات لليمن..
أما الكويت وبفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بقيادة الشيخ جابر الأحمد فقد واصل نشاطه وكفاحه للحصول على تأييد دول العالم.. ونجح نجاحا كبيرا وكلنا نذكر خطابه في الأمم المتحدة حيث وقف مندوبو الدول أعضاء هيئة الأمم المتحدة احتراما للشيخ جابر وهم يصفقون له لمدة نصف ساعة.. ولم تتوقف القيادة السياسية فقد واصلت نشاطاتها حتى تم تحرير الكويت بطرد جيش صدام من الكويت..
ولابد هنا من الاشارة إلى موقف الشعب الكويتي المرابط الذين وقفوا بكل صلابة لردع جيش صدام الذي كان يمارس السرقة والتدمير.. نعم السرقة والتدمير رغم ادعائه أنه استعاد الجزء السليب وأن الكويت جزء من العراق لا شك أنها قصة سيرددها الأجيال القادمة ليفاخروا بتحرير بلدهم ووقفة العالم مع الحق الكويتي..
من أقوال الشيخ جابر الأحمد:
«إن ما وصلت إليه الكويت من مكانة وسمعة دولية مرموقة إنما يرجع الفضل إلى تكاتف أبناء هذا البلد وتماسكهم وتعاضدهم، وعلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نحافظ على هذه الصفات الأصيلة لأسرتنا الكويتية الواحدة وأن نرعاها ونزيدها وثوقا على مر الأيام»..
والله الموفق،،،