أسبوع مضى على بدء عملية «طوفان الأقصى»، حيث أذهلت حركة المقاومة في غزة العالم كله بقدرتها على المناورة العسكرية وتكبيد الأعداء خسائر بشرية لم يتصور الكيان الصهيوني يوما أن يحدثها الفلسطينيون فيهم، عملية مباغتة وشجاعة أثبتت وجود فشل استخباراتي عند إسرائيل وحلفائها، كما أظهرت هشاشة الجنود الصهاينة عندما تتكافأ القوى بينهم وبين الفلسطينيين.
قتال شوارع شرس دار بداخل المستوطنات بين الحق والباطل، بين السجين والسجان، بين المحتل وأصحاب الأرض، لم تكن تجاوزات الفلسطينيين في القتال تذكر مع تجاوزات المحتل الذي لطالما قصف ومازال يقصف المباني المدنية ويهدها على رؤوس الأطفال والنساء، ولكن العالم وبشكل خاص الغرب لا يرى إلا ردة الفعل الفلسطيني ولا ترى الفعل الإجرامي الصهيوني.
سنوات من التعنت الاسرائيلي وعدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية وافشال كل مبادرات السلام، ومحاصرة الفلسطينيين داخل اراضيهم والتعدي المستمر على مقدساتهم وحرمات نسائهم، ومصادرة منازلهم، وعندما يثأر الفلسطينيون لأنفسهم ولو قليلا، يخرج الاعلام الغربي ليدين الارهاب الفلسطيني ويتضامن مع الكيان الصهيون الى حد أن ذهب بعض سياسييهم في تصريحاتهم، وبدلا من الدعوة إلى التهدئة وضبط النفس، بل طلبوا من الكيان الصهيوني ان يكون الرد حاسما!
ختاما: انحياز الغرب للصهاينة أمر متوقع منهم رغم انهم يدعون الانسانية وحقوق الانسان، وكأن الفلسطينيين ليسوا بشرا وليس لهم حق الحياة الكريمة في ارضهم، ولكن المستغرب هو موقف من يعميهم كرههم لبعض القادة الفلسطينيين من الوقوف مع الحق، والاكثر استغرابا موقف حلفاء غزة الذين صدعوا رؤوسنا بدعم المقاومة لعقود، إلا انهم لم يساندوا الهجوم الفلسطيني الموفق.
الإسرائيليون كان لا ينقصهم في خضم هذه الفوضى إلا دخول اطراف أخرى للمعركة، وهذا التخوف كان الدافع وراء التحركات العسكرية الاخيرة لبعض الأطراف الدولية، وهناك تصريحات واضحة في هذا الشأن.
الخلاصة: «طوفان الأقصى» هي أكبر عملية للمقاومة الفلسطينية، ولا أعتقد أنه سيكون هناك اقوى منها في المستقبل القريب، لذلك ان لم يساندها مدعو المقاومة فليصمتوا الى الأبد.