الرعاية الصحية التي توفرها الحكومات لشعوبها هي المقياس الحقيقي للتمدن والرفاهية والتقدم، وقد أشاد وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح بالجسم الطبي منوها بتضحيات أفراده وإنجازاتهم، وقال في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للطبيب «مهما قدمت من كلمات شكر وعرفان لا أستطيع أن أوفيكم حقكم.. لكل الأطباء والصيادلة والممرضين.. لكل العاملين في المهن الطبية المعاونة لكل الإداريين، أنتم رفقاء الدرب شركاء الإنجاز والنجاح، أنتم بعد الله الحامي في هذه الأزمة، حفظكم الله ورعاكم».
هذا هو الكلام الجميل الذي توجه به وزير الصحة إلى جميع العاملين في «الصحة» ولكن أود أن أشير إلى عدد من النقاط التي يعاني منها بعض الأطباء الوافدين، وهو قرار مجلس الوزراء بإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية وعدم السماح لدخول غير الكويتيين إلى البلاد حتى إشعار آخر، هذا القرار له تأثير سلبي ونفسي على الأطباء بعدم تمكين عائلاتهم من الدخول إلى الكويت مما يؤثر تأثيرا سلبيا على نفسياتهم وعلى أعمالهم، بلم شمل العائلة بالكويت.
وأود أن أوضح لوزير الصحة نقاطا تتعلق بالكادر الطبي للوافدين وهي رواتبهم الأقل بالنسبة لدول الخليج وعلى عدم زيادة الأطباء أو ترقيتهم ويتم هذا بطرق عدة وهي عدم الاعتراف بالشهادات التي يحصل عليها الطبيب أثناء عمله بالوزارة، وعدم وجود أي نوع من الزيادة السنوية للطبيب الوافد حتى إذا تعاقدت الوزارة مع طبيب له نفس الوضع ونفس سنة التخرج مع طبيب حالي بالوزارة سيكون الراتب أفضل للمتعاقد حديثا بسبب حساب سنوات خبرته خارج الكويت.
وهناك مشكلة عدم السماح بترحيل رصيد الإجازات أو تبديله نقدا بحيث لو مر هذا العام بدون السماح بالإجازة سيكون الطبيب عمل ثلاثة أشهر بدون مقابل!
لابد من وزارة الصحة أن تستقطب الأطباء الوافدين من ذوي الخبرة والعلم، وممن لهم باع وإنجازات طبية وشهرة عالمية تتهافت عليها مستشفيات العالم بأسره، فلا أقل من أن نصلح البنية التحتية لجميع مستشفياتنا وأن نوفر لها الأطباء والأجهزة، فإذا كانت الصحة نعمة كبرى من الله عز وجل لا يراها إلا المرضى فلنعمل على رقي الخدمات الصحية في بلدنا الكويت.
وهنا نناشد وزير الصحة: نعلم أنك ورثت تركة مثقلة بالمتاعب والمشاكل وخاصة مشكلة «كورونا» ولكن بالإصرار والتحدي والشفافية تستطيع أن تبني وتطهر وزارتك من كل شائبة، وما دمت عرفت الداء فلابد له من دواء، فتوكل يا وزير الصحة على الله وانفض عن وزارتك غبار السنين وإهمال عدد من المسؤولين، ولا تأخذك الرأفة بأي متقاعس.
ونشكر جميع الأطباء الكويتيين والوافدين وكل من تعب في هذه الأزمة والتي نسأل الله أن تنتهي بخير قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه، وأن يعجل الله بانقشاع هذه الغمة عن جميع دول العالم. اللهم آمين.
[email protected]