الأمم العريقة المتقدمة لن تحقق تقدمها بين عشية وضحاها، وواهم من يظن ذلك، فأميركا لم تحقق هذه الطفرة الاقتصادية والتكنولوجية بضربة حظ، إنما بالتخطيط الدقيق لكل مناحي الحياة والتطلع إلى المستقبل واستشراق الغد والإعداد لكل أمر قادم ومحتمل، وهذا ما اصطلح على تسميته التخطيط.
والمشاكل التي تعترض طريق الكويت في مختلف مناحي الحياة تكشف لنا بصورة صارخة مدى غياب التخطيط، فاليوم تعترضنا مشكلة المياه وانقطاعها عن بعض المناطق في ظل كثرة الاستهلاك وإنشاء مدن جديدة، وهذا أمر يجب أن يؤخذ في اعتبار أي مخطط مبتدئ وكذلك تؤخذ الأعطال بمختلف أسبابها فنية أو كارثية، والتخطيط ضد الارتجال بمعنى أنه حساب دقيق لما سيكون الحال عند إتمام مشروع ما، حتى الاعتبارات الثانوية المهمشة.
شوارعنا يتطاير منها الحصى، شوارع متكسرة، هل يجوز هذا ونحن في الكويت، أين محاسبة من أنجز هذه الشوارع، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وشوارعنا ما كانت لتصبح على هذه الحال من الازدحام الشديد لو أن التخطيط راعى عدد السيارات، على سبيل المثال في 2021 عندما قام برسم وتخطيط الشوارع، الشوارع مزدحمة بالسيارات وصعوبة المرور والوصول إلى العاصمة في ساعات الذروة، أليس هذا دليلا صارخا على غياب التخطيط؟
ولو تمسكنا بالتخطيط الجيد ما اعترضتنا مشكلة، فكل مشكلة لها حل وبلدنا الغالي الكويت كان من الأوائل في الخليج والبلاد العربية وكانت به مدينة ترفيهية كبيرة وجميلة وحديقة بها ألعاب جميلة وهي حديقة الشعب وشوبيز وصالة التزلج، كل هذه الأشياء لا يوجد لها أثر في أرض الكويت، كلها أزيلت وليس لها وجود في الكويت حاليا، أي إنسان لا يصدق أنه لا توجد في الكويت بلد النفط والخير والثراء أي أماكن ترفيهية يذهب إليها الصغار والكبار وخاصة في وجود بلاء كورونا.
لماذا لا تتطور السياحة في الكويت وتفتح مدن ترفيهية جديدة لإسعاد الأطفال والكبار؟ ومن المفترض أن تتعاقد الحكومة مع شركات وتستقطب شركات عالمية لإنشاء أماكن ترفيهية.
أما أسعار استئجار الشاليهات فقد أصبحت جنونية وكذلك حجوزات الفنادق، نسأل الله أن ترجع الكويت وتكون لؤلؤة ودرة الخليج وقبلة للمستثمرين ومركزا تجاريا وحضاريا لمنطقة الخليج كلها.
والتخطيط يعني العلم والتنبؤ والقدرة عليه ليس بالأوهام إنما بالحساب والورقة والقلم واعتمادا على قاعدة ومعلومات وبيانات وكل هذا متوافر لدينا ولله الحمد.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين على أرضها، ونسأله كذلك أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا المرض والبلاء وترجع الأمور كما كانت وأحسن في جميع دول العالم.. اللهم آمين.
[email protected]