تحتفل الأمم المتحدة في العاشر من شهر ديسمبر من كل عام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي سنّته الثورة الفرنسية، هذا الإعلان الذي تضمن حق الإنسان في الكرامة والحرية والعمل والمساواة والعدل والاعتقاد وأن يدافع عن نفسه وأن يحاكم أمام قضاة عدول، وعلى الرغم مما يحمله هذا الإعلان من صورة براقة لحقوق الإنسان وكرامته كآدمي من حقه أن يحيا وأن يعبر عن ذاته وأن يستنشق نسيم الحرية إلا أن الواقع شيء آخر، فالقائمون على حقوق الإنسان والذين أظهروا هذا الإعلان وتبنوه في الأمم المتحدة حتى أقروه هم أول الملوثين لحقوق الإنسان والهاضمين لها، وهم من سفكوا الدماء أنهارا وقسموا العالم الى غني وفقير واسود وابيض امتلأت سجونهم بالمعتقلين السياسيين وداسوا على حقوق الإنسان ومزقوا كرامته أليسوا هم من يدعمون إسرائيل جهارا نهارا؟!
أليسوا هم من يزودونها بالعتاد والسلاح والمال والرجال لتجرف المساكن والأرض وتحشر الفلسطينيين حشراً في ملاجئهم دون عمل وطعام او دواء؟! أليسوا هم من يدعمون حكومات متسلطة على شعوبها من أجل تحقيق مصالحهم؟! ان حقوق الإنسان ليست إعلانا يعلن، إنما سلوك حضاري تمارسه الدولة من أجل إعطاء كل ذي حق حقه وتمارسه في السر والعلن، فمعظم الدول التي وقّعت على حقوق الإنسان وتباهت بتوقيعها على الإعلان العالمي هي التي تمارس أقسى أنواع القهر والظلم على شعوبها، بل إنها سبب في تفشي ظاهرة الإرهاب، فلقد سأل سيدنا عمر أحد الولاة قبل ان يتوجه ليتسلم عمله والياً على احد الأمصار ماذا تفعل لو جاءك سارق او ناهب؟ قال الوالي في عجلة أقيم عليه الحد فلم تعجب سيدنا عمر رضي الله عنه الإجابة والتفت عنه قائلا: ان الله قد استخلفنا على الناس لنستر عوراتهم ونسد جوعتهم ونقيم حرفتهم فإذا ما وفرنا لهم هذه النعمة قاضيناهم شكرها هذا هو إسلامنا الذي يظنونه سببا في الإرهاب وهذا هو إعلاننا لحقوق الإنسان فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى كما قالها رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ولم يكن هناك اسم أمم متحدة ولا قوى عظمى إلا عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذي أنار لنا طريق الهداية بكتابه المبين وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فأعطوا الإنسان حقه بالعزة والكرامة والحرية ليصفو العالم ونعيش في سلام وأصلحوا ما بينكم وبين بارئكم ليصلح حالنا وحالكم.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]