الحديث عن التعليم يعود بنا الى التعليق على المساجد الأولى التي ظهرت في الكويت، ونلاحظ أن عمل الإمام ليس الصلاة فقط، ولكنه الوعظ والتعليق وقراءة شيء من كتب الدين. ورحلة التعليم في بدايته الأولى كانت مقترنة بجهود الرواد المخلصين من المطاوعة والمطوعات، فالتعليم في الكويت هو التقاء وتضافر جهود كل أبناء الكويت حكاما وشعبا الذين دعموا رسالة التعليم والتعلم.
ومع تطور الحياة واتساع رقعتها وزيادة عدد سكانها فإن التعليم لم يظفر بما ظفرت به مجالات أخرى في البلد، وكانت حاجة البلاد من المتعلمين والمتخرجين في مدارس نظامية بما لديهم من مهارات عالية في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وإتقان اللغة الانجليزية، كل هذه المهارات لا يمكن ان تكتسب من خلال الكتاتيب المنتشرة في جميع أنحاء الكويت، وبالرغم من جهود وزارة التربية في تطوير التعليم إلا انه مازالت هناك معوقات أساسية تعوق مسيرة هذا التقدم وتضرب بل وتبدد كل إنجاز تحققه وزارة التربية، فالعملية التربوية تقوم على ثلاثة أضلاع المنشأة التربوية وأعني بها المدرسة والمعلم ثم المنهج الدراسي، فلا تعليم إلا بهذا المثلث.
ونتفحص هذه الأضلاع ولنبدأ فالمعلم هو أساس العملية التربوية فإن صلح المعلم صلح التعليم وان كان جاهلا فسد التعليم، فنحن الآن أسرى معلمي الضرورة الذين ألقت بهم المقادير ليعملوا في سلك التدريس وهم كارهون له فتجد بين جموع المعلمين الصالحين المجدين معلمي الضرورة الذين لا علم لهم واسألوا عن هؤلاء وعن مستواهم العلمي لتتأكدوا بأنفسكم أن هناك معلمين لا يصلحون ولا يؤتمنون على تدريس وتعليم أبنائنا، استهتار في استهتار بحياتهم ودفاترهم وأشكالهم ولا يريدون إلا الجدول المخفض وكثرة الإجازات المرضية التي ليس لها رادع من الوزارة، فإذا وجد الرادع انتظمت مدارسنا وتريدون من هؤلاء أن يعلموا أولادنا أو ينشئوا جيلا صالحا؟!
وعلى وزارة التربية والمناطق والإدارات المدرسية أن تردع بعض المدرسين الذين يتشبهون بالغرب بإطالة شعورهم وبالقصات الغريبة، بالله عليهم أهذا معلم يعلم أبناءنا في مدارسنا؟! فلا صلاح لأمة إلا بصلاح معلميها، ولنأخذ مثالا على ذلك فرنسا فعندما جلس زعماؤها يتدارسون لماذا هزمت أيام نابليون أمام الألمان وجدوا أنها هزمت بسبب التعليم فحرصوا على التعليم وطوروه.
شكرا لكل معلم مخلص يتصف بالأخلاق العالية وبالتعليم الجيد ولا ننسى ان لدينا الكثير من المعلمين الأكفاء ونتذكر قول سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عندما قال (انه ليشرفني ان أكون معلما).
قال الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه. اللهم آمين.
[email protected]