الابتلاء الموجود حاليا في جميع الدول، ومنها الكويت يتمثل في فيروس كورونا، الذي كان مصدره مدينة ووهان في الصين وانتشر بقدرة الله في العالم، ونلاحظ ونحن في هذا البلاء كثرة النكت والسخرية وهذا لا يجوز شرعا، وليعلم الجميع أنه جند من جنود الله قال تعالى (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون)، ومن المفترض إذا نزل أي بلاء أن يكثر المسلم من الاستغفار والتوبة إلى الله ويتضرع لله في الدعاء، وقد تجلت وحدتنا الوطنية في أجمل صورها وبدأ مجتمعنا الكويتي متماسكا بكل طوائفه ملتفا حول قيادته الشرعية رافضا الغزو العراقي الغاشم على بلدنا الكويت، ولم يستطع العراقيون أن ينفذوا إلى الشعب أو يجدوا تعاونا واحدا معهم وتحركت جميع فئات المجتمع من سنة وشيعة وبدو وحضر لمواجهة الغزاة، واستطاعوا أن يضربوا أروع الأمثلة في البطولة والفداء، مقدمين حب الكويت على الحزبية البغيضة، وهذا شيء لم يكن غريبا على الكويتيين فهم على امتداد الزمن لم يعرفوا الانقسام والفرقة ولم يعرفوا ولاء إلا لأمهم الغالية الكويت ولأسرة الصباح فما الجديد فالذي نسمعه ونراه هذه الأيام؟!
وما هذه النعرات الطائفية التي زادت هذه الأيام عند حدوث أزمة «كورونا» الجميع يعرف أن الدين لله سبحانه وتعالى والكويت للجميع بكل طوائفها، ونحن كتابنا واحد هو القرآن الكريم، ونبينا واحد هو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلماذا ونحن في هذه الأزمة وفي هذا الابتلاء نبحث عما يفرقنا ونهمل ما يجمعنا، فالله والإسلام ونبينا وكتابنا يجمعوننا جميعا أما أوجه الخلاف فهي مسائل لا مكان لها في حياتنا اليومية وعلاقتنا الأخوية ببعضنا البعض، فإذا كانت نظرة الإسلام للأنبياء والرسالات من قبله أقول للأنبياء وليس للمذاهب تتجلى في قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيته فأحسنه وأكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم الأنبياء»، هذا موقف نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فماذا ونحن مسلمون نختلف ونتناحر ونبحث عن الفرقة والفتنة والشتات مما يهدد أمننا وسلامة وطننا؟! فالكويت منذ القدم لا توجد بها هذه النعرة الطائفية، فالولاء للكويت فقط.
وهناك أقلام عميلة لها أجندة خاصة تدين بالولاء لغير الكويت تبث سمومها لتنحر في عظام الوحدة الوطنية وأقلام مأجورة تهدد أمن دولتنا الكويت وتثير الأحقاد والضغائن عن طريق قضايا خلافية ليس لها مكان أن الكويت وخاصة هذه الأيام التي نمر بها لا تحتمل بذور الفرقة والشتات والشقاق والفتنة الطائفية. وقانا الله وإياكم شر الفتن، ولعن الله من ينفخ فيها، فوطننا الغالي الكويت يسعنا جميعا بكل طوائفه فلنأخذ ما يجمعنا ونترك ما يفرقنا ونبذل لكويتنا الغالية الغالي والنفيس.
ونشكر جميع العاملين في أجهزة الدولة، وأخص بوزارة الصحة وطاقمها الطبي والتمريضي الذين اتخذوا في صفوفهم الأولى بدون تذمر ومحبة لمواجهة هذا المرض وهذا البلاء، وكذلك نشكر وزارة الداخلية على وقوفهم وجهودهم لمحاربة هذا المرض.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنا هذا الوباء ويقينا شر الداء وان يحفظ بلدنا الكويت وأميرها وشعبها وجميع المسلمين من كل شر ومكروه، اللهم آمين.
[email protected]