أصبح لدينا وللأسف في الكويت تخبط وضياع لأننا عشقنا الظلام كما الخفافيش لا نستطيع الصمود أمام نور الفجر ولا نعمل إلا بستار من ظلال الليل الدامس الحالك السواد والقضايا التي تمس سمعة الكويت في المحافل الدولية وهي الاتجار بالبشر، فقد تم ترحيل أعداد كبيرة من الوافدين من مخالفي الإقامة، فمن الذي أتى بهم وأحضرهم الى الكويت وتركهم ضائعين في الشوارع؟! وكم أخذ من كل واحد منهم نظير عدم الممانعة؟! وكم أخذ منهم نظير الإقامة أو نقل الإقامة وهؤلاء البؤساء من لهم؟!
القضية ليست التخلص من هؤلاء المخالفين انما البعد الإنساني الذي غفله تجار الإقامات، وتعالوا إلى وزارة الشؤون لتروا العجب العجاب وكم المصائب والمرتشين الذين يعيشون بيننا، وآلاف التصاريح تعمل عن طريق الواسطة والتزوير، وأعداد كبيرة من الموظفين تمت إحالتهم إلى النيابة العامة بعدما وردت أسماؤهم في قضية ختم «لا مانع» وبتزوير عقود حكومية ورشاوى طالت كل مجال حتى أصبح الكويتي ضريرا لا يبصر طريقه وسط الظلام الدامس فضاع الطريق وضاع العباد، فما الحل لهذا الفساد؟ الحل هو القانون وسيادته والتشهير في كل وسائل الإعلام بالفاسدين ونشر أسماء المرتشين والمنتفعين، فالسجن قد لا يكون رادعا في كل الأحوال أما التشهير بنشر أسماء كل مسؤول كائنا من كان بعد إدانته حتى يعرف القاصي والداني حجم الإساءة التي لطخ بها سمعة الكويت ناصعة البياض.
وقد قرأنا جميعا أن النيابة أمرت بحجز قيادي بوزارة الداخلية بتلقي رشوة بقضية النائب البنغالي لمدة 21 يوما وإحالته إلى السجن المركزي وتجديد حبس النائب البنغلاديشي ومحاسب شركته وقيادي هيئة القوى العاملة، وكذلك أصدرت محكمة التمييز حكما نهائيا بتغريم إحدى الشركات العقارية بمبلغ 107 ملايين دينار ومصادرة الأموال والعقارات المملوكة للشركة وحبس 14 مسؤولا بالشركة لمدة 10 سنوات بتهمة غسيل الأموال، وبإذن الله لن تكون الكويت مرتعا للأفاكين.
إن طهارة ثوب الكويت مسؤوليتنا جميعا ولن نستطيع ان نخفي ونعيش بالظلام ونحن مبصرون، وآن الأوان أن نسلط الضوء على هؤلاء ونشهر بهم، فالذي يريد بالكويت سوءا علينا أن نمحقه ونتبرأ منه.
ان انهيار منظومة القيم في بعض الدول يجب ألا نسمح بأن تنتقل عدواه إلى الكويت، فبلدنا ليس مزرعة أو عزبة لأحد ولا أحد فوق القانون، كما قال صاحب السمو الأمير حفظه الله .
قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، وأبعد يا رب هذا الوباء عن بلدي الكويت وبلاد المسلمين والعالم أجمع.. اللهم آمين.
[email protected]