أحمد الحشاش
الإصلاح الإداري لا يعني قيـام ثورة، وبالتالي فإننا لا نحتـاج ثورة في أي شأن من شؤون الحـياة بل نريد حـركة إصلاح واعيـة وجادة تضع حلولا للمـشكلات التي نعـاني منها كـمواطنين أصحاب علاقـة مبـاشرة يومـية بشكل أو بـآخر بأجـهزة الـدولة على اختـلاف انشطتهـا وتعرقل عمل اجـهزة الدولة ذاتها او تمنعـها من القيام بأداء واجباتها تجاه الوطن والمواطن.
وبداية الإصلاح تكون في معرفة ما هو مطلوب من كل جهاز على حدة، وثانيا في الاحاطة بما هو موجود في هذا الجـهـاز وكـيف يؤدي عـملـه، ومن هم الذين يؤدون هذا العمل، وهل يملك هؤلاء المؤهلات المناسبة التي يحتاج إليها التنفيذ؟ ولعل من الإصلاحات التي وجب الـنظر إليها بعين الجدية مـسألة الانقطاعـات الكهربائيـة التي تستـمر بالتنقل بين المنـاطق في ظل ارتفـاع درجات الحـرارة وخصوصا إننا قد دخلنا بوابة الصيف لهذا العام.
إلا أن مسلسل الانقطاعـات الكهربائيـة فرض علينا بأجزاء متفرقـة من البلاد فمنذ أيام انقطعت الكهرباء في منطقة الفـحيحـيل، حيث شمل القـطعة 9 بالكامل وأجزاء من القطعـتـين 8 و10 واسـتـمـر الانقطاع من الساعـة 8 صبـاحا وحتى 11 ظهـرا.
مصـادر قالت في وزارة الكهرباء والماء، إن الانقطاع ناتج عن تعطل احد المحولات الرئيسية التي تغـذي المنطقة بسبب ارتفاع الضـغـوط وزيادة الأحمال على الشـبكة وان فـرق الطوارئ في الوزارة سـارعت لإصلاح الخلل وإعادة التيار الكهربائي.
الكل يعلم أن مشكلة الانقطاعات الكهربائية لم تكن جديدة بل عـاشهـا معظم الكويتيين فـي العام الماضي حـتى أنها أصبحت حـديث السـاعـة في ذلك الوقت وتمت مناقـشـتـهـا بشكل مـوسع ودقـيق من خـلال القنوات الإعلامية والسـياسـية وطرحت في قـضايا مـجلس الأمة، وكـانت هناك وعود بالإصلاح والنظر بشكل ثاقب لحل هذه المشكـلة التي يجب إلا تكون في بلد نفـطي وغني مـثل بلـدنا الكويت.
فـأين المـشكلة الآن؟ هل هي بالدولة أم بتعرقل عمل الأجهزة ذاتها أم بالجـهـاز القـائم وكـيف يؤدي عـمـله ومن هم الذين يؤدون هذا العـمل؟ والاهم من ذلك كله كـما سـبق أن ذكـرت في بداية المقـالة هل يملك هؤلاء العـاملون في وزارة الكهرباء والماء المؤهـلات المناسبة التي يحـتاج إليها الجهاز مثلا للتنفيذ؟
أملنا وحلمنا أن يعي المسـؤولون معنـى الإصلاح المطلوب وأبعاده واحـتياجاتـه الآنية والمستقـبلية، حـتى يتم اتخاذ القـرار ووضعـه قـيـد التنفيـذ بلا توقف.