مات من أفنى حياته في قضية تحرير فلسطين المحتلة، ومشروع التحرر الوطني والقومية العربية، هو الراحل المناضل والشاعر والمفكر اليساري (عبارة اليسار تطلق على الأحزاب العلمانية الاشتراكية: كالقوميين والبعثيين والشيوعيين) الفلسطيني ناجي علوش (1935-12012م) يوم الأحد الماضي في 29من تموز عن عمر يناهز 77 عاما، بعد صراع طويل مع الشلل النصفي الذي أصابه نتيجة الجلطة الدماغية.
كانت حياة ناجي سجلا متنوعا من الكفاح السياسي والثقافي والثوري، فهو أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» عام 1965م مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم تصادم مع الفتحاويين لرفضه التسوية والسلام مع العدو الصهيوني فانفصل عنهم، ترك الراحل إرثا ثمينا من الدراسات والمؤلفات عن القضية الفلسطينية والقومية العربية والماركسية والشعر وإشكاليات الديموقراطية.. وظل الرجل مؤمنا مخلصا لأفكاره لم يتراجع عنها، ومع بداية ثورات «الربيع العربي» صرح بآراء أثارت البعض وأغضبتهم، فقد رفض ناجي التدخل الأجنبي في ليبيا وسورية، معتبرا أن التعاون مع الناتو أو أميركا هو خيانة للوطن وعمالة للإمبريالية التي لا تريد لأوطننا الخير، وينقل موقع syriatruth «أن الراحل رفض أن يستقبل ابن اخته الكاتب سلامة كيلة عندما زاره في البيت لعلمه بأن الأخير قد نسق مع تيارات اسلامية متطرفة ودول إقليمية في الثورة السورية».
لم أود الكتابة عن الراحل لولا ثلاثة أمور:
أولا: تجاهل الإعلام العربي وصحافته لخبر وفاته والأسباب هي استقلالية ناجي علوش ومواقفه الجريئة.
ثانيا: عرفت ان الراحل مسيحي وهي فرصة لإثبات الدور العظيم الذي قام به المسيحيون العرب في خدمة القضايا العربية ولاسيما القضية الفلسطينية خصوصا اليوم ونحن نشاهد استهدافا للمسيحيين في العراق ومصر وسورية من قبل متطرفين مسلمين، فمن ينكر نضال الحكيم الراحل جورج حبش في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتابات إدوارد سعيد وجورج قرم عن القضايا العربية؟
ثالثا: الاساءة المتعمدة لناجي من قبل كاتب الزميلة (الجريدة 1/8) رواد خير الله حيث كتب تأبينا للراحل بمثابة تشف ونقد فوصفه «بالجمود العقائدي، وانه لم يقم بمراجعة أفكاره، ماتت كتب علوش ولم يقدر لها مواكبة الزمن ربما هي كمواقفه خشبية» فهل يريد الكاتب من علوش أن يتحول من قومي ماركسي إلى قطري نيوليبرالي على مذهب شاكر النابلسي حتى يترضى عنه!
رحل ناجي جسدا وسيبقى روحا وفكرا لكل محبي فلسطين.
[email protected]