من أجل ندوة تتكلم عن حبنا لهذا الوطن، وحرصنا على حماية حقوق ابنائه..
بل ومن اجل الانتصار لضابطين من رجال الداخلية أديا عملهما بالامانة والصدق والشرف، أرسلت وزارة الداخلية وبكل أسف قوات الامن العام لمحافظة حولي جميعها، والقوات الخاصة ورجال المباحث ورجال أمن الدولة! ومنهم من كلمنا مباشرة واعتذر، ومنهم من استغرب ان يوقع عليهم الحجز من اجل ندوة في ديوانية رجل قانون يعرف احترام قواعد الحق والعدالة.
وفي العموم، والله يشهد، كنا حريصين تمام الحرص على ان يلتزم جميع الحضور بحسن التعامل مع رجال الأمن رغم انهم حاولوا منع الكثيرين من حضور الندوة، وسدوا الطرقات واقاموا الحواجز وكأنها حرب او انقلاب او تمرد عام.
تذكرت (وذكرت ذلك بالندوة) عام 2004 عندما زارنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وقد كان آنذاك، حفظه الله، رئيسا للوزراء بالانابة، ومعه الشيخ نواف الاحمد، حفظه الله، وقد كان حينها وزيرا للداخلية ومعهما حكومة دولة الكويت كاملة في صالة الشيخة بدرية الأحمد التي تبعد عن ديواننا خطوات ليس إلا، لم يكن هناك اكثر من دورية او دوريتين على الاكثر.
صاحب السمو، حفظه الله، بنفسه نراه احيانا يقود مركبته وحده تواضعا بلا شك، وحرصا منه على عدم اثارة الناس او اشعارهم بأن حدثا مهما قد وقع.
والغريب ان البعض يلومنا على اقامة الندوة وان التوقيت غير مناسب، والبعض يلومنا كما حدث مع برنامج اذاعي في اذاعة الكويت، يلومنا لعدم وجود دوريات في المنطقة لان كل الدوريات وقفت قرب ديواننا تحسبا لأي طارئ!
وأي طارئ هم منه قلقون؟ لا أدري، واي فتنة هم يلوموننا عليها؟ لا ادري، واي توقيت هم خائفون منه؟ لا اعلم.
يا سادة اذا كنتم تقصدون الفتنة الطائفية، فديواننا يشهد بأننا بعيدون تمام البعد عن هذا الطرح، والشيعة جزء لا يتجزأ من الشعب الكويتي لهم خالص الحب والاحترام.
وان كنتم تقصدون قصة المدعو ياسر، فلقد انكرها عليه علماء الشيعة الافاضل وسادتهم وآخرهم السيد علي خامنئي الذي كانت فتواه بمنع سب الصحابة وسب امهات المؤمنين، دليلا واضحا على رجاحة عقل هذا الامام واتباعه.
وفي العموم، الكل كان يعلم بأننا لم ننو الكلام في موضوع المدعو ياسر، ولم نر بأسا من اقامة ندوة داخل حدود الديوان الذي اكتظت دواوينه الستة، بفضل الله، بالناس فكان ذلك الرد البليغ على توجهات وزارة الداخلية.
الحرية مصير هذا الشعب، ولا يقبل أبدا التفريط فيها، واذا كانت هذه التصرفات بروفة لقلق امني فلا بأس تحملناها من اجل الوطن، ولكن ان كانت بروفة لوأد الحرية فسيكون لنا موقف آخر.
كل من زار سلوى او مر بجانبها في الرميثية او بيان او مشرف او المسيلة ورأى هذا الكم الجبار من الارتال العسكرية في طريقها للندوة، لابد انه شعر بنوع من الأسف والحسرة ان توضع امرة هؤلاء العسكر بيد من لا يفهم ولا يعلم لمن يوجهون؟ ولماذا؟
آه على وطني، ثم ألف آه على من يدعون الحرية ويهاجموننا لأننا أقمنا ندوة في ديواننا لا في الشارع.
والحمد لله على كل حال.
www.alshahomi.com