هو موجود في كل شيء، في كل مكان، لكن أحيانا كثيرة تبحث عنه كأنه لم يعد مرئيا وواضحا، يرى ويسمع وينطق بصوته العالي.
يضنيك حين تدخل في أحد النقاشات التي تتوقع أن تكون الغلبة فيها للمنطق، لكن للأسف لم يعد يملك نفس السلطة والقوة التي كان يملكها في السابق وفي الماضي العتيق.
ما السبب في رأيكم؟ وما الذي أوصله إلى تلك المنزلة الرديئة، لقد كان الحكم الذي نعود إليه حين نضيع ونتوه في الطرق والمسارات الوعرة، أما الآن وأتحدث عن نفسي طبعا، فصرت أمارس الانسحاب بكل احترافية.
لا أجهد نفسي كثيرا، أحاول مرة أو مرتين، لا لأقنعة بوجهة نظري، لا بل لأجعله يرى المنطق الجالس بيننا، حين يعجز عن ذلك، أنسحب وآخذ منطقي معي، نخرج مهزومين متأثرين لما آلت له الناس «البشر»، وأقولها بكل أسف حين أجده بين الحيوانات صاحبة الرؤوس الكبيرة الخالية من العقل، ولا أراه بين بني البشر.
أهون عليه وأهون على نفسي ما حصل، على أمل أن يعود إلى مكانته السابقة، ممارسة الانسحاب جعلت مني ذلك الشخص الذي يتجنب النقاش، لأنني أعرف كل حديث من أوله، وأعرف رائحته العطرة «logic»، حين يكون جالسا بيننا، أجد ريحه الصادقة وحين تغيب أصمت لأنني حديثي سيضيع في الفضاء، رحلة بتذكرة ذهاب دون عودة.