القيام بالشيء للمرة الأولى يصاحبه طعم خاص وجميل مليء بالانتظار والغموض والرهبة وأجمل ما فيه هو القصة المصاحبة لـ «أول مرة» التي تجعلك ترغب في الوصول إلى نهاية هذه التجربة حتى تعود وتحكيها لمن حولك.
ستظل تحكي تلك القصة مرات عديدة وأعواما مديدة دون ملل أو كلل حتى تأتي تجربة جديدة «أول مرة» مرة أخرى، خصوصا إذا كانت أكثر إثارة وصاحبها بعض الأحداث بطابع الجنون العقلاني.
حكينا قصتنا «خلاص»، لكن لما تحويه وتحمله أول مرة من أهمية وذكرى ستظل محفورة في الذاكرة حتى يشاء الله، يجب علينا اختيار إذا استطعنا من هم رفقاء تلك الرحلة، لا أتكلم على الرفقاء من جنس البشر، بل من جنس الجماد، كتاب أو رواية، عطر، حقيبة سفر أو ظهر، معطف، وغيرها.
لأن هذا الجماد سيحظى بشرف الرفقة هذه والذكرى التي ستعلق به وتلتصق، كلما رأيتها أو قرأت لعنوان مشابه لكتابك، أو شممت تلك الرائحة لعطرك ستعود بك الذكريات إلى الوراء ويرجع شريط الزمن لينفض قصصه وأحداثه.
نأمل دائما أن يكون ذلك الغبار الذي نفض وذكرنا بالذي مضى، يجلب لنا ابتسامة أو ضحكة لا دمعة أو عصرة في قلوبنا الضعيفة، قد يقول البعض التخلص منها السبيل والطريق، لن ينفعك ذلك فالعبير سيتشابه عليك والكتاب وان غابت حروفه وعناوينه ستراه هنا أو هناك. لكن نرجو أن يكون غبارا باعثا للسعادة كونه جمادا يعيش بيننا ومن حولنا.