محبو وعاشقو المسرح كثر لما يعكسه من واقع حياتنا اليومية، ينتظرون المواسم والأوقات التي تعرض فيها تلك الفنون ويتهافتون على الجلوس في الصفوف الأولى غير مبالين بانتقادات فناني المسرح أحيانا الذين لا يوقفهم ويمنعهم وجودك على كراسي المتفرجين.
بالأمس البعيد/ القريب جاء المسرح إليّ دون عناء ومن دون مقابل بالمجان، حضرت وأنا جاهز للاستمتاع والضحك، نسقوا القائمين والمنظمين على المسرحية وأجلسوا كلا في مكانه، كان موقعي جميلا ومناسبا جدا، لو طلبته بنفسي ما جاء بهذه الهيئة أو الصورة «تفصيل». استطعت من خلال مكاني متابعة الحضور وأبطال المشهد.
في الواقع لم تكن مسرحية، لكن تجسدت فيها كل العناصر من ممثلين ومسرح وجمهور، الاختلاف فيها كان تداخل الأدوار فلم أعد أستطيع التمييز بين الجمهور والممثلين، بالطبع المسرح لم يتغير دوره لأنه ولله الحمد جماد.
كانت أحد تلك الاجتماعات، التي يكثر فيها التفاخر والتباري على أفعال وإنجازات لم يقم بها المتحدث الرسمي بل شخص آخر «فقير» تعب واجتهد ليأكل غيره الثمار ويبقي له مزيدا من الأعمال والمهام. اجتماعات يزيد فيها التمثيل عن حده ويتضح للعيان وضوح الشمس، أكثر تحد وأكبر صعوبة هي منع وسجن ضحكاتي عن التعبير على مدى فشله في أداء الدور.
هذا الموقف جعلني أتساءل هل الجميع لاحظ سوء أداء الدور؟ أم أنني بالغت؟ «ما أظن»، لم أدع السؤال يحيرني أكثر. انتهت مسرحيتنا وخرجت أسال أحد المشاهدين من الذين لم يشتبه علي دوره، كان من فئة الجمهور بلا شك، حزنت بشدة على أنه أيديني وسعدت بأنني لم أكن أتوهم. في النهاية لن أعمم فليست كل اجتماعاتنا مسرحيات لأن التنوع مطلوب، فهناك أيضا أفلام ومسلسلات وبرامج ثقافية.