كتبت الكثير في السنوات السابقة، في مواضيع مختلفة ومتفرقة، قد أكون لم أوفق فيها جميعا، لكن أعتبرها دائما محاولات لإيصال فكرة أو معلومة، أو حفنة من المشاعر عجزت عن نقلها وإيصالها لصاحبها.
خطت حروفها، حرفا حرفا لتصبح كلمة، وحين توقفت مستقبلاته عن تلقي كلماتي، قصدت باب الصحف لعلها تصل، وحتى وإن عجزت عن إصابة مقتلها فلا بأس، خروجها بحد ذاته راحة دائمة ووجع مؤقت.
في إحدى تلك المحاولات «الكتابة»، جاءني الرد بالرفض، جاء خفيفا وديبلوماسيا، لا أنكر أنه جاء باحترافية كبيرة، لكن صدمني ذلك الرفض. تضايقت وتساءلت ورجعت أقرأه مرارا وتكرارا، أبحث عن الخطأ والتقصير، بل أرسلتها لأصدقائي أسألهم عن مواقع الزلل.
الجميل في هذا الرفض، أنه جعلني أراجع ما وصلت إليه حتى هذا اليوم، وهل يعني هذا أنني تغيرت وتغير محتوى ومستوى كتاباتي؟ وأسئلة أخرى كثيرة جاءت تباعا.
أخــذته علـــى أنه درس مـــن دروس الحياة، وعلامة بأن كلماتي أخذتني من مكـــان وموقع إلى مستوى ومكان آخر. لن أقول أرفع من ذي قبل ولا أدنى، وهذا في حد ذاته أرى فيه إيجابية ومرحلة أخرى من مراحل مشواري الأدبي المقبل.