هي نبضات صعدت بي إلى عنان السماء، دون أن أشعر، وفجأة وجدت نفسي في القمة، متربعا على إحدى تلك الغيوم البيضاء الناعمة، لم يعد هناك سقف، فأنا جالس هناك.
أغرتني وشدتني لم أكن أعلم أنني أصعد، لم أشعر باختلاف الضغط الجوي والحرارة التي انخفضت إلى درجة تحت الصفر.
دفؤه وحبه أعطياني المناعة والمقاومة التي أحتاج اليهما وقتها.
لم أظن أن يأتي يوم وتخونني تلك النبضات التي هي نفسها صعدت بي يوما وهوت بي دون علمي الآن، لم أشعر إلا بذلك الارتطام الذي هزني ومزقني كل ممزق.
أوجعني كثيرا، لدرجة أنني فقدت الشعور، هل أبكي ألماً وحزناً، أم فرحاً لرجوعي إلى سطح «قاع» الأرض مع الكثير من الإصابات البليغة، أم أصرخ في وجه قلبي وأعاقبه؟!، حتى هذه الدقيقة أعترف بأنني فقدت الشعور.
حتى عندما وقعت لم يساعدني قلبي على النهوض، كانت النبضات تتباطأ وتتباطأ إلى حد أنني لم أعد أسمع قلبي الذي لم يسعفني ولا يسمعني، لم يعطني دقيقة واحدة من وقته.
أراد أن يتوقف عن الخفقان ويرتاح من حبي له، أعذره لأنه لم يعشقه أحد من قبلي بقدر عشقي أنا، لم يفهم اهتمامي وخوفي حتى دموعي الغالية عجز عن قراءتها. لم يتحمل عتابي. باختصار لم يفــهمني.
لم ولن يفهم ويستوعب مشاعري، لكن لا بأس، لا بأس، لو كان الكبد ينبض ولو كانت الشفاه تنطق لأخبرتك بما عجز فؤادك أن يفهمه.
القلب يحييك أحيانا والبقية تميتك.