د.بدر نادر الخضري
في الحادي والعشرين من شهر رمضان الفضيل من كل عام هجري، يتجدد الحزن والكآبة والأسى حينما تأتي علينا الذكرى السنوية الأليمة على نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، يوم هزّ عرش الإسلام والشجرة الصالحة، يوم استشهاد بطل الإنسانية العالمية وصاحب المبادئ الحقة في حقوق الإنسان.
في هذا اليوم استشهد أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب ( عليه السلام )، ذلك الإنسان المخلص لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم )، ذلك الإنسان الشجاع والقوي والمجاهد في مواجهة جميع صنوف الإرهاب الإنساني ومقارعة الطغيان والانحلال والفساد والبدع الدخيلة على مكانة وصورة الإسلام الصحيح والناضج.
فالإمام علي ( عليه السلام ) ترعرع في بيت من أفضل بيوت الإسلام، فوالده أبو طالب ذلك الحامي لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والمدافع عن شعلة الإسلام منذ انطلاقها، فولادة الإمام علي ( عليه السلام ) كانت بعد عام الفيل بـ 30 سنة، ولم يولد قط في بيت الله سبحانه وتعالى مولود سواه، لا قبله ولا بعده، تلقى علمه وفطنته وبراعته وحكمته على يد أشرف خلق الكون سيدنا ورسولنا محمد ابن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) فهذا الرسول الأعظم يقول في حق علي ( عليه السلام ): «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب» (السيوطي ـ الجامع الصغير)، الإمام علي أمير المؤمنين وسيد الأئمة تميز بمجموعة خصائص قيمة، فإنه هو السابق إلى الإسلام وان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حمله على كتفه الشريف، حتى كسر الأصنام من الكعبة الشريفة، وان حبه إيمان، وبغضه نفاق، انه القائل مقولته الشهيرة: «سلوني قبل أن تفقدوني» وهو صاحب ذلك الكتاب المحتوي كل الخصال والفضائل القيمة (نهج البلاغة).
الإمام علي ( عليه السلام ) وقف وجاهر بالحق في كل موقف ومكان وأمام كل ظالم وطاعن في سبيل رفعة كلمة الله العليا، فهو استشهد في رفع اسم الخالق الله نتيجة شهامته ورشاده على يد أنجس إنسان خلق بهذا الكون، هو المجرم الإرهابي المنتمي للفكر والإيديولوجية التكفيرية والمحاربة لحقيقة الإسلام الصحيح على يد عبدالرحمن بن ملجم، وهو بالمحراب يؤدي الصلاة بين يدي الخالق الواحد.
وبما اننا في رحاب هذا الشهر المبارك وبمرور الذكرى الأليمة، لا أجد إلا أهمية ذكر بعض أقوال وحكم ووعظ ونصائح تميز بها الإمام علي ( عليه السلام ) فيقول في وصفه صفة الغوغاء: «هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرقوا لم يعرفوا، كما قال ( عليه السلام ): هم الذين إذا اجتمعوا ضروا، وإذا تفرقوا نفعوا فقيل قد عرفنا مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم؟ فقال: يرجع أصحاب المهن الى مهنتهم فينتفع الناس بهم، كرجوع البناء الى بنائه، والنساج الى منسجه، والخباز الى مخبزه».
وقال الإمام علي ( عليه السلام ): «للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلة، ويظاهر القوم الظلمة».
فاكهة الكلام:
نرفع أسمى آيات الحزن والأسى لصاحب العصر والزمان الإمام الحجة ابن الحسن العسكري وللأمة الإسلامية بذكرى فقد راية العدل والإنصاف أمير المؤمنين وإمام المتقين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) أبي الأئمة الطاهرين».
[email protected]